فهذا هو الموت الأصلي و هو العدم الذي للممكن إذ كان معلوم العين لله و لا وجود له في نفسه ثم قال تعالى ﴿فَأَحْيٰاكُمْ﴾ [البقرة:28] و موت عارض و هو الذي يطرأ على الحي فيزيل حياته و هو قوله تعالى ﴿ثُمَّ يُمِيتُكُمْ﴾ [البقرة:28]
[الموت العارض الذي يطرأ على الحي]
و هذا الموت العارض هو المطلوب في هذه المسألة ثم زاد وصفا آخر فقال ذي الدم الذي له دم سائل يقول أي الحيوان الذي له روح سائل أي سار في جميع أجزائه لا يريد من هي حياته عين نفسه التي هي لجميع الموجودات ثم زاد وصفا آخر فقال الذي ليس بمائي يريد الحيوان البري أي الذي في البر ما هو حيوان البحر إذ البحر عبارة عن العلم فيقول لا أريد بالحيوان الموجود في علم اللّٰه فإن في ذلك يقع الخلاف و إنما أريد الحيوان الذي ظهرت عينه و كانت حياته بالهواء فبهذه الشروط كلها ثبتت نجاسته بلا خلاف فإذا زال شرط منها لم يكن المطلوب بالاتفاق
[حياة العبد عارضة لا ذاتية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية