(وصل اعتباره في الباطن)
الوقت هو عندنا إذا تعين تعلق خطاب الشرع بالمكلف فيما كلفه به ظاهرا و باطنا فهو في الباطن تجل إلهي يرد على القلب فجأة يسمى الهجوم في الطريق
(باب في حد الأيدي التي ذكر اللّٰه عزَّ وجلَّ في هذه الطهارة)
فإن اللّٰه يقول ﴿فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَ أَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ [المائدة:6] فاختلف أهل العلم رضوان اللّٰه عليهم في حد الأيدي في هذه الطهارة فمن قائل حدها مثل حدها في الوضوء و من قائل هو مسح الكف فقط و من قائل إن الاستحباب إلى المرفقين و الفرض الكفان و من قائل إن الفرض إلى المناكب و الذي أقول به إن أقل ما يسمى يدا في لغة العرب يجب فما زاد على أقل مسمى اليد إلى غايته فذلك له و هو مستحب عندي
(وصل اعتبار الباطن في ذلك)
لما كان التراب و الأرض أصل نشأة الإنسان و هو تحقيق عبوديته و ذلته ثم عرض له عارض الدعوى بكون الرسول قال فيه صلى اللّٰه عليه و سلم إنه مخلوق على الصورة و ذلك عندنا لاستعداده الذي خلقه اللّٰه عليه من قبوله للتخلق بالأسماء الإلهية على ما تعطيه حقيقته فإن في مفهوم الصورة و الضمير خلافا فما هو نص في الباب فاعتز لهذه النسبة و علا و تكبر فأمر بطهارة نفسه من هذا التكبر بالأرض و بالتراب و هو حقيقة عبوديته فتطهر بنظره في أصل خلقه مم خلق كما قال تعالى فيمن هذه صفته في معرض الدواء لهذا الخاطر الذي أورثه التكبر ﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسٰانُ مِمَّ خُلِقَ﴾ [الطارق:5] و هم البنون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية