أما حكم الباطن في ذلك فإن قارئ القرآن نائب الحق سبحانه في الترجمة عنه بكلامه و من صفاته سبحانه القدوس و معناه الطاهر فينبغي للعبد إذا ناب مناب الحق في كلامه بتلاوته أن يكون مقدسا أي طاهرا في ظاهره بالوضوء المشروع و في باطنه بالإيمان و الحضور و التدبر و شبه ذلك و أن يقدم تلاوة الحق عليه ابتداء ثم يتلوه مترجما عن الحق ما تلاه عليه و كلمه به
[ألوان من تلاوة القرآن]
فأما يترجم في تلاوته تلك للحاضر عنده ليذكره و إما أن يترجم بلسانه ليسمعه فيحصل الآخر للسمع كما لو كان المصحف بيده يتلو فيه أخذ البصر حقه من النظر إلى كلام اللّٰه من حيث ما هو مكتوب كما أخذه السمع من حيث ما هو اللسان ناطق به مصوت و كذلك لو ألقى المصحف في حجره و مشى بيده على الحروف لأخذت هذه الأعضاء حظها من ذلك و هكذا كان يتلو شيخنا أبو عبد اللّٰه ابن المجاهد و أبو عبد اللّٰه ابن قيسوم و أبو الحجاج الشربلى لم أر من أشياخنا من يحافظ على مثل هذه التلاوة إلا هؤلاء الثلاثة (
أبواب الاغتسال
أحكام طهارة الغسل
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية