فأما حكم هذه المذاهب في المعاني في الباطن فمن اعتبر الخارج وحده و هو الذي ينظر في اللفظ الخارج من الإنسان فهو الذي يؤثر في طهارة إيمانه مثل أن يقول في يمينه برئت من الإسلام إن كان كذا و كذا أو ما كان إلا كذا و كذا فإن هذا و إن صدق في يمينه و بر و لم يحنث فإنه لا يرجع إلى الإسلام سالما كذا قال صلى اللّٰه عليه و سلم و مثل من يتكلم بالكلمة من سخط اللّٰه ليضحك بها الناس ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا و لا يراعى من خرجت منه من مؤمن و كافر
[النفاق ظهور الإيمان على الشفتين و ما في القلب منه شيء]
و من اعتبر المخرجين فهو المنافق و المرتاب فكل ما خرج منهما لا ينفعهما في الآخرة فإن الخارج قد يكون نجسا كالكفر من التلفظ به و قد يكون غير نجس كالإيمان و ما كان مثل هذا من المخرجين المنافق و المرتاب لأن المخرجين خبيثان لم ينفع ما ليس بنجس كظهور الايمان و ما في القلب منه شيء و هو قوله تعالى عنهم حيث قالوا ﴿نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ﴾ [النساء:150]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية