﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى:11] في دليل السمع فيبقى العلم بالله على أصله من طهارة التنزيه عقلا و شرعا مع كوننا نصفه بمثل هذه الصفات التي توهم التشبيه فإنه ما غيرت أوصافه تعالى فيثبت كل ذلك له مع تحقق ليس كمثله شيء
[الأدلة الكثيرة و الشبهة التي تطرأ على واحد منها]
و أما حكم القليل و الكثير في ذلك و اختلاف الناس في النجاسة إن كان الماء قليلا فالقلة و الكثرة في الماء الطهور هو راجع إلى الأدلة الحاصلة عند العالم بالله فإن كان صاحب دليل واحد و طرأت عليه في علمه بتنزيه الحق في أي وجه كان شبهة أثرت في دليله زال كونه علما كما زال كون هذا الماء طاهرا مطهرا و إن كان صاحب أدلة كثيرة على مدلول واحد فإن الشبهة تستهلك فيه فإنها إذا قدحت في دليل منها لم يلتفت إليها و اعتمد على باقي أدلته فلم تؤثر هذه الشبهة في علمه و إنما أثرت في دليل خاص لا في جميع أدلته فهذا معنى الكثرة في الماء الذي لا تغير النجاسة حكمه
[العلم تقدح فيه الشبهة في زمان تصوره إياها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية