و ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنٰاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصٰارِهِنَّ﴾ [النور:31] باطن هاتين الآيتين خطاب النفس و العقل كذلك يلزمه الحياء من اللّٰه أن يسمع ما لا يحل له سماعه من غيبة و سوء قول من متكلم بما لا ينبغي و لا يحل له التلفظ به فإن ذلك البياض بين العذار و الأذن و هو محل الشبهة و صورة الشبهة في ذلك أن يقول إنما أصغيت إليه لأرد عليه و عن الشخص الذي اغتيب و هذا من فقه النفس فقوله هذا هو من العذار فإنه من العذر أي الإنسان إذا عوتب في ذلك يعتذر بما ذكرناه و أمثاله و يقول إنما أصغيت لأحقق سماعي قوله حتى أنهاه عن ذلك على يقين فكنى عنه بالعذار و يكون فيمن لا عذار له موضع العذار فمن رأى وجوب ذلك عليه غسله بما قال تعالى ﴿اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولٰئِكَ الَّذِينَ هَدٰاهُمُ اللّٰهُ﴾ [الزمر:18] أي بين لهم الحسن من ذلك من القبيح
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية