قبل وجود الأرض و السماء و ليس في الوجود إذ ذاك إلا حقائق المستوي عليه و المستوي و الاستواء فأرسل النفس فتموج الماء من زعزعه و أزبد و صوت بحمد الحمد المحمود الحق عند ما ضرب بساحل العرش فاهتز الساق و قال له أنا أحمد فخجل الماء و رجع القهقري يريد ثبجه و ترك زبده بالساحل الذي أنتجه فهو مخضة ذلك الماء الحاوي على أكثر الأشياء فأنشأ سبحانه من ذلك الزبد الأرض مستديرة النشء مدحية الطول و العرض ثم أنشأ الدخان من نار احتكاك الأرض عند فتقها ففتق فيه السموات العلي و جعله محل الأنوار و منازل الملإ الأعلى و قابل بنجومها المزينة لها النيرات ما زين به الأرض من أزهار النبات و تفرد تعالى لآدم و ولديه بذاته جلت عن التشبيه و يديه فأقام نشأة جسدية و سواها تسويتين تسوية انقضاء أمده و قبول أبده و جعل مسكن هذه النشأة نقطة كرة الوجود و أخفى عينها ثم نبه عباده عليها بقوله تعالى ﴿بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهٰا﴾ [الرعد:2]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية