﴿لاٰ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَ لاٰ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ﴾ [الأعراف:49] أنتم أوليائي و جيراني و أصفيائي و خاصتي و أهل محبتي و في داري سلام عليكم يا معشر عبادي المسلمين أنتم المسلمون و أنا السلام و داري دار السلام سأريكم وجهي كما سمعتم كلامي فإذا تجليت لكم و كشفت عن وجهي الحجب فاحمدوني و ادخلوا إلى داري غير محجوبين عني ﴿بِسَلاٰمٍ آمِنِينَ﴾ [الحجر:46] فردوا علي و اجلسوا حولي حتى تنظروا إلي و تروني من قريب فأتحفكم بتحفي و أجيزكم بجوائزي و أخصكم بنوري و أغشيكم بجمالي و أهب لكم من ملكي و أفاكهكم بضحكي و أغلفكم بيدي و أشمكم روحي أنا ربكم الذي كنتم تعبدوني و لم تروني و تحبوني و تخافوني و عزتي و جلالي و علوي و كبريائي و بهائي و سناى إني عنكم راض و أحبكم و أحب ما تحبون و لكم عندي ما تشتهي أنفسكم و تلذ أعينكم و لكم عندي ما تدعون : و ما شئتم و كل ما شئتم أشاء فاسألوني و لا تحتشموا و لا تستحيوا و لا تستوحشوا و إني أنا اللّٰه الجواد الغني الملي الوفي الصادق و هذه داري قد أسكنتكموها و جنتي قد أبحتكموها و نفسي قد أريتكموها و هذه يدي ذات الندى و الطل مبسوطة ممتدة عليكم لا أقبضها عنكم و أنا أنظر إليكم لا أصرف بصري عنكم فاسألوني ما شئتم و اشتهيتم فقد آنستكم بنفسي و أنا لكم جليس و أنيس فلا حاجة و لا فاقة بعد هذا و لا بؤس و لا مسكنة و لا ضعف و لا هرم و لا سخط و لا حرج و لا تحويل أبدا سرمدا نعيمكم نعيم الأبد و أنتم الآمنون المقيمون «الماكثون المكرمون المنعمون و أنتم السادة الأشراف الذين أطعتموني و اجتنبتم محارمي فارفعوا إلي حوائجكم أقضها لكم و كرامة و نعمة قال فيقولون ربنا ما كان هذا أملنا و لا أمنيتنا و لكن حاجتنا إليك النظر إلى وجهك الكريم أبدا أبدا و رضي نفسك عنا فيقول لهم العلي الأعلى مالك الملك السخي الكريم تبارك و تعالى فهذا وجهي بارز لكم أبدا سرمدا فانظروا إليه و أبشروا فإن نفسي عنكم راضية فتمتعوا و قوموا إلى أزواجكم فعانقوا و أنكحوا و إلى ولائدكم ففاكهوا و إلى غرفكم فادخلوا و إلى بساتينكم فتنزهوا و إلى دوابكم فاركبوا و إلى فرشكم فاتكئوا و إلى جواريكم و سراريكم في الجنان فاستأنسوا و إلى هداياكم من ربكم فأقبلوا و إلى كسوتكم فالبسوا و إلى مجالسكم فتحدثوا ثم قيلوا قائلة لا نوم فيها و لا غائلة في ظل ظليل و أمن مقيل و مجاورة الجليل ثم روحوا إلى نهر الكوثر و الكافور و الماء المطهر و التسنيم و السلسبيل و الزنجبيل فاغتسلوا و تنعموا طوبى لكم» ﴿وَ حُسْنُ مَآبٍ﴾ [الرعد:29] ثم روحوا فاتكئوا على الرفارف الخضر و العبقري الحسان و الفرش المرفوعة في الظل الممدود و الماء المسكوب و الفاكهة الكثيرة
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية