ثم اعلم أن أهل الجنة أربعة أصناف الرسل و هم الأنبياء و الأولياء و هم أتباع الرسل على بصيرة و بينة من ربهم و المؤمنون و هم المصدقون بهم عليهم السلام و العلماء بتوحيد اللّٰه إنه لا إله إلا هو من حيث الأدلة العقلية قال اللّٰه تعالى ﴿شَهِدَ اللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ الْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ﴾ [آل عمران:18] و هؤلاء هم الذين أريده بالعلماء و فيهم يقول اللّٰه تعالى ﴿يَرْفَعِ اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجٰاتٍ﴾ [المجادلة:11]
[الطريق الموصلة إلى العلم بالله]
و الطريق الموصلة إلى العلم بالله طريقان لا ثالث لهما و من وحد اللّٰه من غير هذين الطريقين فهو مقلد في توحيده(الطريق الواحدة)طريق الكشف و هو علم ضروري يحصل عند الكشف يجده الإنسان في نفسه لا يقبل معه شبهة و لا يقدر على دفعه و لا يعرف لذلك دليلا يستند إليه سوى ما يجده في نفسه إلا أن بعضهم قال يعطي الدليل و المدلول في كشفه فإنه ما لا يعرف إلا بالدليل فلا بد أن يكشف له عن الدليل و كان يقول بهذه المقالة صاحبنا أبو عبد اللّٰه بن الكتاني بمدينة فاس سمعت ذلك منه و أخبر عن حاله و صدق و أخطأ في إن الأمر لا يكون إلا كذلك فإن غيره يجد ذلك في نفسه ذوقا من غير أن يكشف له عن الدليل و أما أن يحصل له عن تجل إلهي يحصل له و هم الرسل و الأنبياء و بعض الأولياء(و الطريق الثاني)طريق الفكر و الاستدلال بالبرهان العقلي و هذا الطريق دون الطريق الأول فإن صاحب النظر في الدليل قد تدخل عليه الشبه القادحة في دليله فيتكلف الكشف عنها و البحث عن وجه الحق في الأمر المطلوب و ما ثم طريق ثالث فهؤلاء هم أولو العلم الذين شهدوا بتوحيد اللّٰه و لفحول هذه الطبقة من العلماء بتوحيد اللّٰه دلالة و نظر زيادة علم على التوحيد بتوحيد في الذات بأدلة قطعية لا يعطاها كل أهل الكشف بل بعضهم قد يعطاها
[مقامات أصحاب الجنة في الجنة]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية