و لقد رأيت رؤيا لنفسي في هذا النوع و أخذتها بشرى من اللّٰه فإنها مطابقة لحديث نبوي عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم حين ضرب لنا مثله في الأنبياء عليهم السلام «فقال صلى اللّٰه عليه و سلم مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى حائطا فأكمله إلا لبنة واحدة فكنت أنا تلك اللبنة فلا رسول بعدي و لا نبي» فشبه النبوة بالحائط و الأنبياء باللبن التي قام بها هذا الحائط و هو تشبيه في غاية الحسن فإن مسمى الحائط هنا المشار إليه لم يصح ظهوره إلا باللبن فكان صلى اللّٰه عليه و سلم خاتم النبيين فكنت بمكة سنة تسع و تسعين و خمسمائة أرى فيما يرى النائم الكعبة مبنية بلبن فضة و ذهب لبنة فضة و لبنة ذهب و قد كملت بالبناء و ما بقي فيها شيء و أنا أنظر إليها و إلى حسنها فالتفت إلى الوجه الذي بين الركن اليماني و الشامي هو إلى الركن الشامي أقرب فوجدت موضع لبنتين لبنة فضة و لبنة ذهب ينقص من الحائط في الصفين في الصف الأعلى ينقص لبنة ذهب و في الصف الذي يليه ينقص لبنة فضة فرأيت نفسي قد انطبعت في موضع تلك اللبنتين فكنت أنا عين تينك اللبنتين و كمل الحائط و لم يبق في الكعبة شيء ينقص و أنا واقف أنظر و اعلم إني واقف و اعلم إني عين تينك اللبنتين لا أشك في ذلك و أنهما عين ذاتي و استيقظت فشكرت اللّٰه تعالى و قلت متأولا إني في الاتباع في صنفي كرسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في الأنبياء عليهم السلام و عسى أن أكون ممن ختم اللّٰه الولاية بي ﴿وَ مٰا ذٰلِكَ عَلَى اللّٰهِ بِعَزِيزٍ﴾ [ابراهيم:20] و ذكرت حديث النبي صلى اللّٰه عليه و سلم في ضربه المثل بالحائط و أنه كان تلك اللبنة فقصصت رؤياى على بعض علماء هذا الشأن بمكة من أهل توزر فأخبرني في تأويلها بما وقع لي و ما سميت له الرائي من هو فالله أسأل أن يتمها علي بكرمه فإن الاختصاص الإلهي لا يقبل التحجير و لا الموازنة و لا العمل و إن
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية