﴿بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ [ المعارج:26] و القائلون بنفي الجنة المحسوسة و لا خامس لهؤلاء الأربعة الأصناف
[جنات الاختصاص و الميراث و الأعمال]
و اعلم أن الجنات ثلاث جنات جنة اختصاص إلهي و هي التي يدخلها الأطفال الذين لم يبلغوا حد العمل و حدهم من أول ما يولد إلى أن يستهل صارخا إلى انقضاء ستة أعوام و يعطي اللّٰه من شاء من عباده من جنات الاختصاص ما شاء و من أهلها المجانين الذين ما عقلوا و من أهلها أهل التوحيد العلمي و من أهلها أهل الفترات و من لم تصل إليهم دعوة رسول و الجنة الثانية جنة ميراث ينالها كل من دخل الجنة ممن ذكرنا و من المؤمنين و هي الأماكن التي كانت معينة لأهل النار لو دخلوها و الجنة الثالثة جنة الأعمال و هي التي ينزل الناس فيها بأعمالهم فمن كان أفضل من غيره في وجوه التفاضل كان له من الجنة أكثر و سواء كان الفاضل دون المفضول أ و لم يكن غير أنه فضله في هذا المقام بهذه الحالة فما من عمل من الأعمال إلا و له جنة و يقع التفاضل فيها بين أصحابها بحسب ما تقتضي أحوالهم «ورد في الحديث الصحيح عن النبي صلى اللّٰه عليه و سلم أنه قال لبلال يا بلال بم سبقتني إلى الجنة فما وطئت منها موضعا إلا سمعت خشخشتك أمامي فقال يا رسول اللّٰه ما أحدثت قط إلا توضأت و لا توضأت إلا صليت ركعتين فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بهما»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية