تستحلون الفروج فما زال ﷺ يصيح بهذه الكلمات حتى أسمع من كان في الطواف من الناس و ذلك المتكلم يذوب و يضمحل حتى ما بقي منه على الأرض شيء فكنت أسأل عنه من هو هذا الذي أغضب رسول اللّٰه ﷺ فيقال لي هو إبليس لعنه اللّٰه و استيقظت و كنت أراه ﷺ في تلك السنة في النوم أيضا فكنت أقول له يا رسول اللّٰه إن اللّٰه يقول في كتابه العزيز ﴿وَ الْمُطَلَّقٰاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاٰثَةَ قُرُوءٍ﴾ [البقرة:228] و القرء عند العرب من الأضداد يطلقونه و يريدون به الحيض و يطلقونه و يريدون به الطهر و أنت أعرف بما أنزل اللّٰه عليك فما أراد اللّٰه به هنا الحيض أو الطهر فكان ﷺ يقول لي في الجواب عن ذلك إذا أقرؤها فأفرغوا عليها الماء و كلوا مما رزقكم اللّٰه يكني فكنت أقول يا رسول اللّٰه فاذن هو الحيض فيقول لي إذا فرغ قرؤها فأفرغوا عليها الماء ﴿وَ كُلُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ﴾ [المائدة:88] يكني فكنت أقول له فاذن هو الحيض يا رسول اللّٰه فيقول لي إذا فرغ قرؤها فأفرغوا عليها الماء ﴿وَ كُلُوا مِمّٰا رَزَقَكُمُ اللّٰهُ﴾ [المائدة:88] ثلاث مرات و استيقظت ثم نرجع إلى ما كنا بسبيله من الدعاء اللهم اغفر لي خطاياي و جهلي و إسرافي في أمري و ما أنت أعلم به مني أنت المقدم و أنت المؤخر و أنت على كل شيء قدير اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري و أصلح لي دنياي التي فيها معاشي و أصلح لي آخرتي التي إليها معادي و اجعل الحياة زيادة لي من كل خير و اجعل الموت راحة لي من كل شر اللهم إني أسألك الهدى و التقى و العفاف و الغني و من العمل ما ترضى اللهم أبت نفسي تقواها و زكها أنت خير من زكاها أنت وليها و مولاها اللهم إني أعوذ بك من فتنة القبر و عذاب النار و من فتنة النار و عذاب القبر و من شر الغني و من شر فتنة الفقر و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال اللهم إني أعوذ بك من العجز و الكسل و الجبن و الفزع و البخل و أرذل العمر و من فتنة المحيا و الممات اللهم إني أعوذ بك من سوء القضاء و شماتة الأعداء و درك الشقاء اللهم إني أعوذ بك من اللهم و الحزن و ضلع الدين و غلبة الرجال اللهم إني أعوذ بك من الفقر و القلة اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك و فجأة نقمتك و من جميع سخطك اللهم إني أعوذ بك من الشقاق و النفاق و من سوء الأخلاق اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع و أعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة اللهم إني أعوذ بك من المرض و الجنون و الجذام و من سيئ الأسقام اللهم إني أعوذ بك من شر القرين ما ظهر منه و ما بطن اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك و بمعافاتك من عقوبتك اللهم إني أعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك لا إله إلا أنت أستغفرك اللهم ربنا و أتوب إليك اللهم كل ما سألتك فيه و منه فإني أسألك ذلك كله لي و لوالدي و ارحمني و أهلي و قرابتي و جيراني و من حضرني من المسلمين و من عرفني أو سمع بذكري أو لم يعرفني و لوالديهم و أبنائهم و إخوانهم و أزواجهم و عشيرتهم و ذوي رحمهم و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و من ظن بي خيرا و من لم يظن بي خيرا إنك واهب الخيرات و دافع المضرات و أنت على كل شيء قدير اللهم إني قد تصدقت بعرضي و مالي و دمي على عبادك فلا أطالبهم بشيء من ذلك لا في الدنيا و لا في الآخرة و أنت الشاهد علي بذلك و صل و سلم على محمد و على آل محمد و بارك على محمد و على آل محمد كما صليت و سلمت و باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد و آته الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة و المقام المحمود الذي وعدته ﴿إِنَّكَ لاٰ تُخْلِفُ الْمِيعٰادَ﴾ [آل عمران:194] و اجزه عنا و عن أمته خيرا فلقد بلغ و نصح و بذل جهده في ذلك و ما قصر ص ﴿رَبِّ اجْعَلْ هٰذٰا بَلَداً آمِناً وَ ارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرٰاتِ﴾ [البقرة:126] ﴿رَبَّنٰا تَقَبَّلْ مِنّٰا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة:127]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية