«انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فنصرة الظالم من حيث ما هو مظلوم فإن الشيطان ظلمه بما وسوس إليه به في صدره من ظلم غيره فتنصره بأن تعينه على دفع ما ألقى الشيطان عنده من تزيينه ظلم الغير حتى سمي بظالم فما نصرته إلا لكونه مظلوما لمن وسوس في صدره و حال بينه و بين الهدى الذي هو له ملك فابتاعه منه الشيطان بالضلالة فاشترى الضلالة بالهدى فسمي ظالما فإذا أبنت له أنت بنصحك و أفتيته إن هذا البيع مفسوخ لا يجوز شرعا فلا ينعقد و أن صفقته خاسرة و تجارته بائرة فقد نصرته مع كونه ظالما فرجع عن ظلمه و تاب و ذلك هو فسخ البيع يقول اللّٰه في مثل هؤلاء ﴿أُولٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلاٰلَةَ بِالْهُدىٰ فَمٰا رَبِحَتْ تِجٰارَتُهُمْ وَ مٰا كٰانُوا مُهْتَدِينَ﴾ [البقرة:16] فإياك إن تخذل من استنصر بك و قد قال مع غناه عنك ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللّٰهَ يَنْصُرْكُمْ﴾ [محمد:7] فطلب منكم أن تنصروه و ما هو إلا هذا و لا تظلمه فإن الظلم ظلمات يوم القيامة و من كان سعيه في ظلمة لا يدري متى يقع في مهواة أو ما يؤذيه في طريقه من هوام يكون في أذاه هلاكه و أوصيك لا تحقر أحدا من خلق اللّٰه فإن اللّٰه ما احتقره حين خلقه
لا تحقرن عباد اللّٰه أن لهم *** قدرا و لو جمعت لك المقامات
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية