﴿فَأَعْقَبَهُمْ نِفٰاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمٰا أَخْلَفُوا اللّٰهَ مٰا وَعَدُوهُ وَ بِمٰا كٰانُوا يَكْذِبُونَ﴾ [التوبة:77] فلو ثبتوا على ما أعطاهم الحق و لم يطلبوا الزيادة لم يعطهم سوى ما يبقى عليهم الخلق الذي أعطاهم حين ﴿أَعْطىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ﴾ [ طه:50] فيحفظ عليه خلقه دائما فإياك و الافتقار فما حجب الأغنياء سواه لافتقارهم إلى الزيادة فيما في أيديهم و ما اقتنعوا
[مقت الوقت]
و من ذلك
المقت بالوقت مقرون فإن فاتا *** فلتحمد اللّٰه شكرا عند ما فاتا
و اعلم بأن له حقا عليك إذا *** فت الذي كان قبل المقت قد ماتا
(مقت الوقت) قال إذا عامل صاحب الوقت وقته بما يجب له فادى حقه سلم من المقت فيه فإذا علق همه في وقته بما خرج عن وقته فهو في وقته صاحب مقت لشغله بالمعدوم عن الموجود و الأدب لا يكون إلا مع الحاضر حتى إن الغائب إذا تؤدب معه لا يتأدب معه من حيث هو غائب و إنما يتأدب مع اسمه إذا ذكر و إذا ذكر الغائب فقد حضر اسمه في لفظ الذكر له فما وقع الأدب إلا مع حاضر فإن المذكور جليس الذاكر إياه بالذكر فلا تشغل نفسك بما خرج عن وقتك فتكون ممن مقته الوقت و من مقته الوقت فذلك مقت اللّٰه فاحذر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية