و قال لو لا هذه الحكمة المطلوبة لاكتفى بالمهاد و لم يذكر الفراش و قال ما خلق اللّٰه الألفاظ حين عينها بالذكر سدى فإن ذلك حرف جاء لمعنى و هو ما قلنا و لا يقتصر و قال فيها ﴿وَ أَنْبَتْنٰا فِيهٰا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [ق:7] فأولدها توأمين و لذلك جاء ﴿وَ أَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ﴾ [الحج:5] حين ربت و هو الحمل و ألقت الماء فنسب الإنبات إليه و إلى الأرض فقال ﴿وَ اللّٰهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبٰاتاً﴾ [نوح:17] مصدر نبت فما قال إنباتا و نسب الولد لوالده فإن له عليه ولادة بوضعه في الرحم و ينسب إلى الأم لأن لها عليه ولادة بخروجه من بطنها فانظر إلى ما أعطاه الفراش و جعل اللّٰه بينه و بين خلقه نسبا و لم يكن سوى التقوى من الوقاية ورد اليوم أضع نسبكم و أرفع نسبي أين المتقون
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية