فبلغ الرسالة و أدى الأمانة و دعا إلى اللّٰه عز و جل ﴿عَلىٰ بَصِيرَةٍ﴾ [يوسف:108] فالوارث الكامل من الأولياء منا من انقطع إلى اللّٰه بشريعة رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم إلى أن فتح اللّٰه له في قلبه في فهم ما أنزل اللّٰه عزَّ وجلَّ على نبيه و رسوله محمد صلى اللّٰه عليه و سلم بتجل إلهي في باطنه فرزقه الفهم في كتابه عزَّ وجلَّ و جعله من المحدثين في هذه الأمة فقام له هذا مقام الملك الذي جاء إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم ثم رده اللّٰه إلى الخلق يرشدهم إلى صلاح قلوبهم مع اللّٰه و يفرق لهم بين الخواطر المحمودة و المذمومة و يبين لهم مقاصد الشرع و ما ثبت من الأحكام عن رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم و ما لم يثبت بإعلام من اللّٰه أتاه رحمة من عنده و علمه من لدنه علما فيرقى هممهم إلى طلب الأنفس بالمقام الأقدس و يرغبهم فيما عند اللّٰه كما فعل رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في تبليغ رسالته غير إن الوارث لا يحدث شريعة و لا ينسخ حكما مقررا لكن يبين فإنه ﴿عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ [هود:17] و بصيرة في علمه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية