و إنما ضرب اللّٰه تعالى لنفسه الأمثال لأنه يعلم و نحن لا نعلم و من أعلمه اللّٰه فليكتم لئلا يجرأ فيأثم فاستعذ بالله من المغرم و المأثم كما استعاذ به من ثم
[ ما مال من اتصف بالكمال]
و من ذلك ما مال من اتصف بالكمال من الباب 250 الكمال في البرزخ و هو المقام الأشمخ لو مال ما اتصف بالاعتدال مرج البحرين ﴿بَيْنَهُمٰا بَرْزَخٌ لاٰ يَبْغِيٰانِ﴾ [الرحمن:20] و من البغي ما هو طغيان من بغي طغى من ﴿بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللّٰهُ﴾ [الحج:60] و لو بعد حين ف ﴿اُعْبُدْ رَبَّكَ حَتّٰى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر:99] فإذا أتاك جاء النصر فترمي الباغي ﴿بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ كَأَنَّهُ جِمٰالَتٌ صُفْرٌ﴾ فتخرج من المكان الأضيق إلى المنزل الأفيح و الشذا الأعطر الأفوح فعطر النادي ذلك الشذا و قال المنادي من ذا فقال هذا الذي بغي عليه قد نزل الحق إليه فأكرمه بنزوله و شرف محله بحلوله فوسعه و قد ضاق عنه المتسع و كان الفضاء الأوسع «فعلمنا من خفي حكمته أن قلب المؤمن أوسع من رحمته»
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية