[من أهمه نفوذ ألهمه]
و من ذلك من أهمه نفوذ ألهمه من الباب 236 صاحب ألهمه لا تنفذ له همه لأن همه فيما أهمه هو بحكم لدار فلا يزال يبحث عن الآثار و يتلقى الركبان و يسأل عما كان و يعرف أن لنفوذ الهمة دارا تختص بها و هنا يعتصم بحبلها و سببها إذا كانت الهمة عالية لا يظهر لها أثر في الفانية فإنها تفني بفنائها و ترحل عن فنائها و تعلقت بالباقية و تعملت الأسباب الواقية فمشهوده اللمة و فيها يصرف حكم الهمة فلا يزال يسعى في نجاته و يرقى في كل نفس في درجاته إلى أن ينتهي في الترقي إلى الواحد العلي و ليس بعد الواحد بما يعطيه الطريق الأمم إلا الثاني أو العدم و العدم محال و الثاني ضلال فما بقي الشاهد إلا الواحد فعليه اعتكف و عنه لا تنصرف
[الاغتراب تباب]
و من ذلك الاغتراب تباب من الباب 237 الغربة مفتاح الكرب و لولاها ما كانت القرب القريب هو الغريب و هو الحبيب و لا يقال في الحبيب إنه غريب هو للمحب عينه و ذاته و أسماؤه و صفاته لا نظر له إليه فإنه ليس شيئا زائدا عليه ما هو عنه بمعزل و ما هو له بمنزل قيل لقيس ليلى من أنت قال ليلى قيل له من ليلى قال ليلى فما ظهر له عين في هذا البين فما بقي اغتراب فإنه في تباب فقد عينه و زال كونه العشاق لا يتصفون بالشوق و الاشتياق الشوق إلى غائب و ما ثم غائب من كان الحق سمعه كيف يطلبه و من كان لسانه كيف يعتبه ﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾ [التكوير:26] و ما ثم أين عند من تحقق بالعين
[الشاكر ماكر]
و من ذلك الشاكر ماكر من الباب 238 كيف يمدح بالشكر من شكره عين المكر من أوصل حقا إلى مستحقه فقد أدى إليه واجب حقه فعلى ما وقع الشكر و لا فضل لعدم البذل فلو صح البذل لثبت الفضل و لو ثبت الفضل لتعين الشكر و لو تعين الشكر لزال المكر فلا بذل فلا فضل فمن شكر مكر لذا قرن اللّٰه الزيادة بالشكر لما فيها من المكر فناط به الزيادة و خاطب بذلك عباده فقال ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَ لَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذٰابِي لَشَدِيدٌ﴾ [ابراهيم:7] و ما قال لأنقصنكم فاشكر للمزيد في حق الحق و العبيد فإذا شكر الحق زاد العبد في عمله و إذا شكر العبد زاده الحق فوق أمله بقول اللّٰه يخاطب عباده
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية