و من ذلك ما للأنام من الإكرام من الباب 192 الإكرام الإلهي في الأنام الرؤية و المشاهدة و الكلام الرؤية هي المنية و المشاهدة رؤية الشاهد و هي ترجع إلى العقائد فهي تعرف و تنكر و الرؤية لا يدخلها إنكار فتبصر و الكلام ما أثر و لا يدخله انقسام فإذا دخله الانقسام فهو القول و فيه المنة الإلهية و الطول القرآن كله قال اللّٰه و ما فيه تكلم اللّٰه و إن كان قد ورد فيه ذكر الكلام و لكن تشريفا لموسى عليه السّلام و لو جاء بالكلام ما كفر به أحد لأنه من الكلم فيؤثر فيمن أنكره و جحد أ لا ترى إلى قوله ﴿وَ كَلَّمَ اللّٰهُ مُوسىٰ تَكْلِيماً﴾ [النساء:164] كيف سلك به نهجا قويما فأثر فيه كلامه و ظهرت عليه أحكامه فإذا أثر القول فما هو لذاته بل هو من الامتنان الإلهي و الطول ففرق بين القول و الكلام تكن من أهل الجلال و الإكرام كما تفرق بين الوحي و الإلهام و بين ما يأتي في اليقظة و المنام
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية