﴿يٰا أَيُّهَا الْإِنْسٰانُ مٰا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ﴾ [الإنفطار:6] ذكره بالحجة و أبان له عن المحجة ليقول كرمك غرني و الكريم لا يضرني و هو الغيور على اسمه و المبقي في قلب عبده رسمه لسابق علمه
[من حل لم يرحل]
و من ذلك من حل لم يرحل من الباب 182 الحال المرتحل من يكرر تلاوة ما أنزل فانتهاؤه عين ابتدائه و بهذا حاز جميع أسمائه فما حل إلا رحل و ما رحل إلا حل فرحيله حلوله و حلوله رحيله و الكل سبيله و لا يصح ذلك إلا في الحروف فإنها ظروف فمن تكرر له المعنى في تلاوته فما تلاه حق تلاوته و كان دليلا على جهالته و من زادته تلاوته علما و إفادته في كل مرة حكما فهو التالي لمن هو في وجوده له تالى ثم انظر في اعتنائه بعبده حين أعلمه بأنه في تلاوته عند مناجاته على قدمه فيقول العبد ﴿اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [الفاتحة:2] فيقول اللّٰه حمدني عبدي فجعل نفسه لعبده تاليا إذا أقام عبده لكلامه عزَّ وجلَّ تاليا و قسم الأمر بينه و بينه ليميز من كونه كونه فإن ثم من يقول بأحدية الكون في العين فلهذا فصل ليتبين و يتعين
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية