الفتوحات المكية

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية)

(وصية)

إذا حضر الطعام والصلاة فابدأ بالطعام وإياك والصلاة وأنت حاقن تدافع الأخبثين وإذا أمرك من فرض الله عليك طاعته بمعصية فلا تطعه وإياك وما يعتذر منه فما كل من أورثته تكريها أوسعته عذرا وأصغ إلى من يحدثك وإن كان نزرا فإن لكل أحد عند نفسه قدرا فإنك تأخذ بقلبه بذلك ويكون لك لا عليك وإن الله قد أمرك بالتحبب وهذا من التحبب إلى الناس وإذا كانت لأحد عندك شهادة لا يعرفها وقد اضطر إليها فعرفه بها وامنح أخاك الفقير منحة ما قدرت عليها فإن أجرها عظيم وليكن خوفك من الله ورجاؤك فيه بالإيمان على السواء وغلب الرجاء وحسن الظن بالله واطمع في‏

رحمته فإنه‏

ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد

وإياك أن ترد الهدية ولا تحقرها ولو كانت ما كانت وعليك بالتوبة إلى الله مع الأنفاس وإذا شاركت أحدا في شي‏ء فلا تخنه وإذا فعلت فعلا فحسنه فإن الله كتب الإحسان على كل شي‏ء وعليك بالتواضع وعدم الفخر على أحد قال علي بن أبي طالب القيرواني في ذلك‏

الناس من جهة التمثيل أكفاء *** أبوهم آدم والأم حواء

فإن يكن لهم من أصلهم نسب *** يفاخرون به فالطين والماء

ما الفضل إلا لأهل الفضل إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاء

وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهلون لأهل العلم أعداء

لا فخر إلا بتقوى الله فإنه نسب الله الذي بينه وبين عباده وإياك والقيل والقال فيما لا ينبغي ولا يعني لكن في إيصال الخير خاصة وإياك وكثرة السؤال إلا في البحث عن دينك الذي في علمك به سعادتك فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وقد علمت أنه ما لاحد حركة ولا سكون ولا دخول ولا خروج إلا وللشرع فيها حكم من أحد الأحكام الخمسة فإذا لم تعلم فاسأل عن كل شي‏ء تكون فيه ما حكم الشرع فيه واطلب على رفع الحرج ما استطعت وغلب الحرمة وخذ بالعزائم في حق نفسك وإياك وإضاعة المال وهو إنفاقه في معصية الله ومن إنفاقه في معصية الله إعطاؤه لمن تعلم منه أنه يخرجه فيما لا يرضى الله فإن لم يعلم ذلك فلا بأس ولا تفارق أحدا وهو على ما لا يرضى الله وتعتقد فيه أنه باق على ما فارقته عليه لا سبيل إلى ذلك وإنما ذلك في الأحكام المشروعة فإنهم يرون استصحاب الحال المعلومة من الشخص حتى يقوم لهم دليل على زوالها فيستصحبون أيضا فيما رجع إليه حتى يدله دليل على ذهابه وإياك أن تكون معنتا ولا متعنتا ولا منفرا ولا معسرا وكن ميسرا ومعلما ومبشرا وإياك أن تأتي الفواحش الظاهرة والباطن فإن الله أحق من يستحيي منه ولا تغتر إذا كنت على طريقة غير مرضية بما يملي الله لك فإن الله يقول إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً ولَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ فأخذ مكر الله بك في ذلك ولا تيأس من روح الله إِنَّهُ لا يَيْأَسُ من رَوْحِ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ وإياك وكل مزيل للعقل مثل شرب الخمر وغيره وإياك والتصنع في الكلام ولا تقرأ القرآن في صلاتك راكعا ولا في حال سجودك بل قل في ركوعك سبحان ربي العظيم وبحمده وعظم ربك فيه وفي سجودك سبحان ربي الأعلى وبحمده وأدنى القول من ذلك ثلاث مرات إلى ما فوقها

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!