
وصايا الشيخ الأكبر
وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة
وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية
(وصية)
![]() |
![]() |
(وصية)
(وصية)
إذا قلت خيرا ودللت على خير فكن أنت أول عامل به والمخاطب بذلك الخير وأنصح نفسك فإنها آكد عليك فإن نظر الخلق إلى فعل الشخص أكثر من نظرهم إلى قوله والاهتداء بفعله أعظم من الاهتداء بقوله ولبعضهم في ذلك
وإذا المقال مع الفعال وزنته *** رجح الفعال وخف كل مقال
واجهد أن تكون ممن يهتدى بهديك فتلحق بالأنبياء ميراثا
فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول لأن يهتدي بهداك رجل واحد خير لك مما طلعت عليه الشمس
يقول الله تعالى في نقصان عقل من هذه صفته أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ فإذا تلا الإنسان القرآن ولا يرعوي إلى شيء منه فإنه من شرار الناس بشهادة رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن الرجل يقرأ القرآن والقرآن يلعنه ويلعن نفسه فيه يقرأ أَلا لَعْنَةُ الله عَلَى الظَّالِمِينَ وهو يظلم فيلعن نفسه ويقرأ لَعْنَتَ الله عَلَى الْكاذِبِينَ وهو يكذب فيلعنه القرآن ويلعن نفسه في تلاوته ويمر بالآية فيها ذم الصفة وهو موصوف بها فلا ينتهي عنها ويمر بالآية فيها حمد الصفة فلا يعمل بها ولا يتصف بها فيكون القرآن حجة عليه لا له
قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في الثابت عنه القرآن حجة لك أو عليك
كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها فإذا كنت يا أخي ممن يجلس مع الله بترك الأسباب فتحفظ من السؤال فلا تسأل أحدا وإياك أن تقتدي بهؤلاء أصحاب الزنابل اليوم فإنهم من أدنى الناس همة وأخسهم قدرا عند الله وأكذبهم على الله فأما يقين صادق وإما حرفة فيها عز نفسك فإن ذلك خير لك عند الله وقد ثبت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنه قال لأن يحتزم أحدكم خرمة من حطب على ظهر فيها خير له من أن يسأل رجلا وفي حديث أعطاه أو منعه
فأما يقين صادق وإما شغل موافق
![]() |
![]() |