Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية)

(وصية)

عليك بالرباط فإنه من أفضل أحوال المؤمن‏

فكل إنسان إذا مات يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمي له إلى يوم القيامة ويأمن فتان القبر ثبت هذا عن رسول الله ص‏

والرباط أن يلزم الإنسان نفسه دائما من غير حد ينتهي إليه أو يجعله في نفسه فإذا ربط نفسه بهذا الأمر فهو مرابط والرباط في الخير كله ما يختص به خير من خير فالكل سبيل الله فإن سبيل الله ما شرعه الله لعباده أن يعملوا به فما يختص بملازمة الثغور فقط ولا بالجهاد

فإن رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قال في انتظار الصلاة بعد الصلاة إنه رباط

والله يقول في كتابه للمؤمنين اصْبِرُوا وصابِرُوا ورابِطُوا واتَّقُوا الله يعني في ذلك كله أي اجعلوه وقاية تتقوا به هذه العزائم وذلك معونته في قوله اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ واسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وقوله وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ فهذا معنى اتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ أي تكون لكم النجاة من مشقة الصبر والرباط وينبغي لك إذا ناجيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وذلك زمان قراءتك الأحاديث المروية عنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن تقدم بين يدي نجواك صدقة أي صدقة كانت فإن ذلك خير لك وأطهر بهذا أمرت فإن الصدقات التي نص الشرع عليها كثيرة ولذلك‏

ورد أنه يصبح على كل سلامي منا صدقة في كل يوم تطلع فيه الشمس ثم أخبر صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أن كل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن منكر صدقة

فانظر حالك عند ما تريد قراءة الحديث النبوي فهي التي بقيت في العامة من مناجات الرسول فالذي يعين‏

لك حالك عند ذلك من الصدقات تقدمها بين يدي قراءتك الحديث كانت ما كانت فقد أوسع الله عليك في ذلك فلم يبق لك عذر في التخلف بعد أن أعلمك صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم بأنواع الصدقات فقدم منها بين يدي نجواك ما أعطاه حالك بلغ ما بلغ وحينئذ تشرع في قراءة الحديث النبوي وإياك أن تحشر يوم القيامة مع المصورين الذين يصورون ذوات الأرواح من الحيوانات فإنك إن صورت صورة من صور الحيوانات تبعها روحها من عند الله من حيث لا تشعر بذلك في الدنيا فإذا كان في الآخرة يجعل الله لكل مصور في النار بكل صورة صورة نفسا تعذبه في نار جهنم فإن الخلق من اختصاص الله فمن نازعه في خلقه فإنه يعذبه بما خلق من ذلك والخلق لله لا إليه إذ لم يكن بإذن الله كخلق عيسى عليه السلام الطير من الطين بإذن الله ونفخ فيه الروح بإذن الله فلو أذن الله للمصور في ذلك لكان طاعة فعل ذلك فاعلم إن كل نفس بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!