Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

وصايا الشيخ الأكبر

وهو الباب 560 الذي ختم به الشيخ محي الدين موسوعة الفتوحات المكية بمجموعة وصايا جامعة

وهو يمثل السفرين السادس والثلاثين والسابع والثلاثين وفق مخطوطة قونية


(وصية)

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

(وصية)

(وصية)

إذا كنت جنبا ولم تغتسل فتوضأ إن كان لك ماء وإلا فتيمم وإذا أردت أن تعاود فتوضأ بينهما وضوءا وإذا أردت أن تنام وأنت جنب فتوضأ وإن لم تكن جنبا فلا تنم إلا على طهارة وإذا أردت أن تأكل أو تشرب وأنت جنب فتوضأ وإياك والتضمخ بالخلوق فإن الله لا يقبل صلاة أحد وعلى جسده شي‏ء من خلوق وثبت أن الملائكة لا تقربه ولا تقرب الجنب إلا أن يتوضأ

كما أنه‏

قد ثبت أن الملائكة لا تقرب جيفة الكافر

فإياك أن تنزل نفسك بترك الوضوء في الجنابة منزلة جيفة الكافر في بعد الملك منك فإنهم المطهرون بشهادة الله في قوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ في كِتابٍ مَكْنُونٍ لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ يعني بالكتاب المكنون الذي هو صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ وإياك والغدر وهو أن تعطي أحدا عهدا ثم تغدر به‏

فإن رسول الله قبل إسلام المغيرة وما قبل غدرته بصاحبه‏

مع كون صاحبه كافرا فكيف حال من يغدر بمؤمن فإن الله قد أوعد على ذلك الوعد الشديد وليس من مكارم الأخلاق ولا مما أباحته الشريعة وإياك وعقوق الوالدين إن أدركتهما فأشقى الناس من أدرك والديه ودخل النار قال فَلا تَقُلْ لَهُما أُفٍّ ولا تَنْهَرْهُما وقُلْ لَهُما قَوْلًا كَرِيماً واخْفِضْ لَهُما جَناحَ الذُّلِّ من الرَّحْمَةِ وقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً وقال في الوالدين إذا كانا كافرين وصاحِبْهُما في الدُّنْيا مَعْرُوفاً وقال أَنِ اشْكُرْ لِي ولِوالِدَيْكَ ورجح الأم وقدمها في الإحسان والبر على أبيك‏

ثبت أن رجلا قال لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم من أبر قال له أمك ثم قال له من أبر قال أمك ثلاث مرات ثم قال في الرابعة من أبر قال أمك ثم أباك‏

فقدم الأم على الأب في البر وهو الإحسان كما قدم الجار الأقرب على الأبعد ولكل حق وإن لم يكن لك أم وكانت لك خالة فبرها فإنها بمنزلة الأم‏

فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أوصى ببر الخالة

يا أخي وما أوصيتك في هذه الوصية بشي‏ء أستنبطه من نفسي فإني لا أحكم على الله بأمر في حق أحد فما أوصيتك في هذه الوصية إلا بما أوصاك به الله تعالى أو رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إما معينا فاذكره على التعيين وإما مجملا فافصله لك غير ذلك ما أقول به وإياك يا أخي أن تزكي على الله أحدا فإن الله قد نهاك عن ذلك في قوله فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ أي أمثالكم هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقى‏ ولكن قل أحسبه كذا أو أظنه كذا كما أمرك به رسول الله ص‏

قال ولا أزكي على الله أحدا

فإنه من الأدب مع الله عدم التحكم عليه في خلقه إلا بتعريفه وإعلامه وما هذا من قوله قَدْ أَفْلَحَ من زَكَّاها فإن ذلك تحلية النفس وتطهيرها من مذام الأخلاق وإتيان مكارمها واعلم‏

أن الايمان بضع وسبعون شعبة أدناها إماطة الأذى عن الطريق وأعلاها لا إله إلا الله‏

وما بينهما هو على قسمين من الله عمل وترك أي مأمور به ومنهي عنه فالمنهي عنه هو الذي يتعلق به الترك وهو قوله لا تفعل والمأمور به‏

هو الذي يتعلق به العمل وهو قوله افعل وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما نهيتكم عنه فانتهوا

وأطلق ولم يقيد وقال في الأمر وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم‏

فهذا من رحمته بأمته وهو لا ينطق عن الهوى فهذا من رحمة الله تعالى بعباده وأمره بما وجب به الايمان على نوعين فرض ومندوب والنهي على قسمين نهي حظر ونهي كراهة والفرض على نوعين فرض كفاية وفرض عين وكذلك الواجب أقول فيه واجب موسع وواجب مضيق فالواجب الموسع موسع بالزمان وموسع بالتخيير وهو الواجب المخير مثل كفارة المتمتع وإتيان ما يؤتى من هذا كله وترك ما يترك من هذا كله هو الايمان الذي فيه سعادة العباد فالبضع والسبعون من الايمان هو الفرض منه من عمل وترك وأما غير الفرض كالمندوبات والمكروهات فيكاد لا ينحصر عند أحد فابحث عليها في الكتاب والسنة فمن شعب الايمان الشهادة بالتوحيد وبالرسالة والصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والوضوء والغسل من الجنابة والغسل يوم الجمعة والصبر والشكر والورع والحياء والأمان والنصيحة وطاعة أولي الأمر والذكر وكف الأذى وأداء الأمانة ونصرة المظلوم وترك الظلم وترك الاحتقار وترك الغيبة وترك النميمة وترك التجسس والاستئذان وغض البصر والاعتبار وسماع الأحسن من القول واتباعه والدفع بالتي هي أحسن وترك الجهر بالسوء من القول والكلمة الطيبة وحفظ الفرج وحفظ اللسان والتوبة والتوكل والخشوع وترك اللغو والاشتغال بما يعني وترك ما لا يعني وحفظ العهد والوفاء بالعقود والتعاون على البر والتقوى وترك التعاون على الإثم والعدوان والتقوى والبر والقنوت والصدق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح ذات البين وترك إفساد ذات البين وخفض الجناح واللين وبر الوالدين وترك العقوق والدعاء والرحمة بالخلق وتوقير الكبير ومعرفة شرفه ورحمة الصغير والقيام بحدود الله وترك دعوى الجاهلية فإن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يقول دعوها فإنها منتنة

والتودد والحب في الله والبغض في الله والتؤدة والحلم والعفاف والبذاذة وترك التدابر وترك التحاسد وترك التباغض وترك التناجش وترك شهادة الزور وترك قول الزور وترك الهمز واللمز والغمز وشهود الجماعات وإفشاء السلام والتهادي وحسن الخلق والسمت الصالح وحسن العهد وحفظ السر والنكاح والإنكاح وحب الفال وحب أهل البيت وترك الطيرة وحب النساء وحب الطيب وحب الأنصار وتعظيم الشعائر وتعظيم حرمات الله وترك الغش وترك حمل السلاح على المؤمن وتجهيز الميت والصلاة على الجنائز وعيادة المريض وإماطة الأذى وأن تحب لكل مؤمن ما تحب لنفسك وأن يكون الله ورسوله أحب إليك مما سواهما وأن تكره أن تعود في الكفر وأن تؤمن بملائكة الله وكتبه ورسله وبكل ما جاءت به الرسل من عند الله إلى ما لا يحصى كثرة يأتي إن شاء الله من ذلك في هذه الوصية ما يذكرني الله به ويجريه على خاطري وقلمي ومن تتبع كتاب الله وحديث رسوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يجد ما ذكرناه وزيادة مما لم نذكره وكلما ورد فله أوقات تخصه وأمكنة ومحال وأحوال والجامع للخير كله في ذلك أن تنوي في جميع ما تعمله أو تتركه القربة إلى الله بذلك العمل أو الترك وإن فاتتك النية فإنك الخير كله فكثير ما بين تارك بنية القربة إلى الله من حيث إن الله أمره بترك ذلك وبين تارك له بغير هذه النية وكذلك في العمل وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخْلِصِينَ والإخلاص هي النية والعبادة عمل وترك والإخلاص مأمور به شرعا

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!