Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 26 - من الجزء 2 - [الأولياء المسلمون‏]

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 26 - من الجزء 2 - [الأولياء المسلمون‏]


صالحا فهذا هو الصلاح الذي رغبت فيه الأنبياء صلوات الله عليهم فكل من لم يدخله خلل في صديقيته فهو صالح ولا في شهادته فهو صالح ولا في نبوته فهو صالح والإنسان حقيقته الإمكان فله إن يدعو بتحصيل الصلاح له في المقام الذي يكون فيه لجواز دخول الخلل عليه في مقامه لأن النبي لو كان نبيا لنفسه أو لإنسانيته لكان كل إنسان بتلك المثابة إذ العلة في كونه نبيا كونه إنسانا فلما كان الأمر اختصاصا إلهيا جاز دخول الخلل فيه وجاز رفعه فصح إن يدعو الصالح بأن يجعل من الصالحين أي الذين لا يدخل صلاحهم خلل في زمان ما فهذا نعني بالصالحين في هذا الباب والله الموفق‏

[الأولياء المسلمون‏]

ومن الأولياء أيضا رضي الله عنهم المسلمون والمسلمات وهكذا كل طائفة ذكرناهم منهم الرجال والنساء تولاهم الله بالإسلام وهو انقياد خاص لما جاء من عند الله لا غير فإذا وفي العبد الإسلام بجميع لوازمه وشروطه وقواعده فهو مسلم وإن انتقص شيئا من ذلك فليس بمسلم فيما أخل به من الشروط

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده‏

واليد هنا بمعنى القدرة أي سلم المسلمون مما هو قادر على أن يفعل بهم مما لا يقتضيه الإسلام من التعدي لحدود الله فيهم فأتى بالأعم وذكر اللسان لأنه قد يؤذي بالذكر من لا يقدر على إيصال الأذى إليه بالفعل وهو البهتان هنا خاصة لا الغيبة فإنه قال المسلمون فلو قال الناس لدخلت الغيبة وغير ذلك من سوء القول فلم يثبت الشارع الإسلام إلا لمن سلم المسلمون وهم أمثاله في السلامة فالمسلمون هم المعتبر في هذا الحديث وهم المقصود فإن المسلمين لا يسلمون من لسان من يقع فيهم إلا حتى يكونوا أبرياء مما نسب إليهم ولذلك فسرناه بالبهتان فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قلت في أخيك ما ليس فيه فذلك البهتان وفي رواية فقد نبهته فخاب سهمك الذي رميته به فإنه ما وجد منفذا فإنك نسبت إليه ما ليس هو عليه فسماهم الله مسلمين فمن وقع فيمن هذه صفته فليس بمسلم لأن ذلك الوصف الذي وصفه المسلم به ورماه به ولم يكن المسلم محلا له عاد على قائله فلم يكن الرامي له بمسلم فإنه ما سلم مما قال إذ صار عليه سهم كلامه الذي رماه به‏

قال صلى الله عليه وسلم من قال لأخيه كافر فقد باء به أحدهما

وقال تعالى في حق قوم قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ قالُوا أَ نُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ قال الله فيهم أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهاءُ ولكِنْ لا يَعْلَمُونَ فأعاد الصفة عليهم لما لم يكن المسلمون المؤمنون أهل سفه أي ضعف رأى في إيمانهم فعاد ما نسبوه من ضعف الرأي الذي هو السفه إليهم فليس المسلم إلا من سلم من جميع العيوب الأصلية والطارئة فلا يقول في أحد شرا ولا يؤثر فيه إذا قدر عليه شرا أصلا وليس إقامة الحدود بشر فإنه خير إذ جعل الله إقامة الحدود كشرب الدواء للمريض لأجل العافية وزوال المرض فهو وإن كان كريها في الوقت فإن عاقبته محمودة فما قصد الطبيب بشرب الدواء شرا للمريض وإنما أعطاه سبب حصول العافية فيتحمل ما فيه من الكراهة في الوقت كذلك إقامة الحدود وأما القصاص في مثل قوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فلا يخرجه ذلك عن الإسلام فإن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط سلامة المسلمين ومن آذاك ابتداء عن قصد منه فليس بمسلم فإنك ما سلمت منه والنبي صلى الله عليه وسلم يقول من سلم المسلمون‏

فلا يقدح القصاص في الإسلام فإنك ما آذيت مسلما من حيث آذاك فإن المسلم لا يؤذي المسلم بل أسقط عنه القصاص في الدنيا القصاص في الآخرة فقد أنعم عليه يضرب من النعم فإن عَفا وأَصْلَحَ ولم يؤاخذه وتجاوز عن سيئته فذلك المقام العالي وأجره على الله بشرط ترك المطالبة في الآخرة وحق الله ثابت قبله لأنه تعدى حده فقدح في إسلامه قدر ما تعدى فيه فإن عصى المسلم ربه في غير المسلم هل يكون مسلما بذلك أم لا قلنا لا يكون مسلما فإن الله يقول إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله ورَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله في الدُّنْيا والْآخِرَةِ والمسلم لا يكون ملعونا فلقائل أن يقول هنا بالمجموع كانت اللعنة ونحن إنما قلنا من آذى الله وحده قلنا كل من آذى الله وحده في زعمه فقد آذى المسلمين فإن المسلم يتأذى إذا سمع في الله من القول ما لا يليق به فهو مؤاخذ من جهة ما تأذى به المسلمون من قولهم في الله ما لا يليق به فإن قيل فإن لم يعرف ذلك المسلمون منه حتى يتأذوا من ذلك قلنا حكم ذلك حكم الغيبة فإنه لو عرف من اغتيب تأذى وهو مؤاخذ بالغيبة فهو مؤاخذ بإيذائه الله وإن لم يعرف بذلك مسلم‏

قال صلى الله عليه وسلم لا أحد أصبر على أذى من الله‏

المسلم من كان بهذه المثابة وهو السعيد المطلق وقَلِيلٌ ما هُمْ‏

[الأولياء المؤمنون‏]

ومن الأولياء أيضا رضي الله عنهم المؤمنون والمؤمنات تولاهم الله بالإيمان الذي هو القول والعمل‏



- الفتوحات المكية - الصفحة 26 - من الجزء 2


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!