Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 261 - من الجزء 4 - «المجد حضرة المجد»

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 261 - من الجزء 4 - «المجد حضرة المجد»


فليس ليلى وليس لبني *** سوى الذي أنت قد علمتا

إن كنت في حبه بصيرا *** تشهده منك أنت أنتا

فما أحب المحب غيرا *** سواه فالكل أنت أنتا

فما أعجب القرآن في مناسبة الأسماء بالأحوال ف هُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ فهو المحب وهو فعال لما يريد فهو المحبوب لأن المحبوب فعال لما يريد بمحبوبه والمحب سامع مطيع مهيأ لما يريد به محبوبه لأنه المحب الودود أي الثابت على لوازم المحبة وشروطها والعين واحدة فإن الودود هنا هو الفعال لما يريد فانظر في هذا التنبيه الإلهي ما أعجبه وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«المجد حضرة المجد»

يدعى صاحبها عبد المجيد والقرآن المجيد وهو كلامه تعالى فهو عينه‏

حضرة المجد والشرف *** حضرة الزهو والصلف‏

فذوو مجدنا فمن *** بحرها الكل يغترف‏

فإذا ما تمجدت *** عينه قام ينصرف‏

لقصور له بها *** خادم العز قد وقف‏

فتحلى بحلية *** وهبته حكم النصف‏

وهبته نصيفها *** وبه قام فالتحف‏

نحن للجوهر المكون *** في عيننا صدف‏

إذا قال المصلي ملك يوم الدين يقول الحق مجدني عبدي‏

أي جعل لي الشرف عليه كما هو الأمر في نفسه فانظر إلى هذا الاعتراف وهو الحق الذي له المجد بالأصالة والكلام كلامه بلا خلاف فإنه القرآن وقال عن نفسه إنه يقول عند مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ مجدني عبدي‏

وهو تنبيه إلهي من الله على إن الأمر إضافي فإنه إذا لم يكن هناك من يشرف عليه كونا ثابتا أو عينا كائنة فعلى من يشرف ويتمجد فما أعطاه المجد إلا وجود العبد فما قال الحق في قوله مجدني عبدي إلا حقا

فلو زلنا لزال المجد عنه *** فتمجيدي له المجد التليد

تولد عن وجود القول مني *** كذا قال الإله لي المجيد

وقلناه بعلم واعتقاد *** فجاء لشكرنا منه المزيد

فكان هو المراد بعين قولي *** كما قد كان في الأصل المريد

له حكم التحكم في وجودي *** هو الفعال فينا ما يريد

وليس يريد إلا كل ما لا *** وجود له فحقق ما أريد

فليس يريد عيني حال كوني *** فكون الكائنات هو الوجود

فقد شهدت إرادته عليه *** بأن مراده أبدا فقيد

[إن يوم الدين يوم الجزاء]

فلما قال مجدني عبدي عند قول المصلي ملك يوم الدين علمنا أنه قال أعطاني عبدي المجد والشرف على العالم في الدنيا والآخرة لأني جازيت العالم على أعمالهم في الدنيا والآخرة فيوم الدين هو يوم الجزاء فإن الحدود ما شرعت في الشرائع الأجزاء وما أصابت المصائب من أصابته الأجزاء بما كسبت يده مع كونه يعفو عن كثير قال تعالى وما أَصابَكُمْ من مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ وكذلك ما ظهر من الفتن والخراب والحروب والطاعون فهو كله جزاء بأعمال عملوها استحقوا بذلك ما ظهر من الفساد في البر من خسف وغير ذلك وقحط ووباء وقتل وأسر وكذلك في البحر مثل هذا مع غرق وتجرع غصص لزعزع ريح متلفة قال تعالى ظَهَرَ الْفَسادُ وهو ما ذكرناه ومن جنس ما قررناه في الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ أي بما عملوا لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا



- الفتوحات المكية - الصفحة 261 - من الجزء 4


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!