Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

البحث في كتاب الفتوحات المكية

عرض الصفحة 159 - من الجزء 4 - «الباب الثامن عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ...

  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

الصفحة 159 - من الجزء 4 - «الباب الثامن عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ ...


الدار الدنيا فاذاقه الله مرارة الصدق هنا ليعلم من يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فإن الدنيا دار بلاء ورحم الله الجميع ورجع عليهم بالرحمة ولكن على التفاضل فيها وما فعل ذلك وأخبرنا به إلا لنكون بتلك الصفة الإلهية مع عباده في معاملتهم إيانا فمن صدقنا رأينا له منزلة صدقه ومن كذب لنا لم نفضحه وتغاضينا عن كذبه وأظهرنا له قبول قوله لأن قوله وجود فقبلناه ومدلوله عدم فلم نجد من يقبل فبقينا على البراءة الأصلية فإن المعدوم ليس بمنازع فمن كان هذا ذكره ولم يكن له هذا الخلق فما ذكره هذا الذكر قط والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن عشر وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قالُوا ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ وهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ»

جزاء من أصعق في حاله *** جزاؤه الجهل بمن أصعقه‏

لو أنه يثبت في حاله *** ما استفهم الكون الذي حققه‏

وهو الذي قيده وحيه *** وهو الذي من قيده أطلقه‏

ما أنور السر الذي قد أتى *** منه إلى القلب وما أشرقه‏

وهو على مقداره محكم *** لا زائد يدريه من طبقه‏

[أن لله ملائكة لهم أرواح في أنوار]

اعلم أيدنا الله وإياك بِرُوحٍ مِنْهُ أن الملائكة أرواح في أنوار وأنها أولو أجنحة فإذا تكلم الله بالوحي على صورة خاصة وتعلقت به أسماعهم كأنه سلسلة على صفوان ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لهذا التشبيه فتصعق حتى إذا فزع الله عن قلوبهم وهو إفاقتهم من صعقهم قالوا ما ذا يقول بعضهم لبعض فيقول بعضهم ربكم أعلاما بأن كلامه عين ذاته فيقول بعضهم لهذا القائل الحق أي الحق بقول وهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ عن هذا التشبيه ولكن هكذا نسمع‏

فمن السمع أتينا *** فهو منا وهو فينا

أورث القلب بما *** أوحى به داء دفينا

لم يكن ذلك منه *** بل من الفهم دهينا

وكذا كل سميع *** من جميع المؤمنينا

فإذا صير ليثا *** نفسه كنت عرينا

لم يسعه غير قلبي *** هكذا جاء يقينا

كل صورة تجلى *** لي بها حينا فحينا

فأنا أظهر فيها *** عندكم صبحا مبينا

وهو الغني حقا *** عن جميع العالمينا

فإذا رأيت نفسي *** لم أرى إلا المتينا لا يرى باسم سواه‏

في عيون الناظرينا

ومن علم أن للملائكة قلوبا أو علم القلوب ما هي علم إن الله تعالى ما أسمعهم في الوحي الذي أصعقهم إلا ما يناسب من الوحي كُلَّ يَوْمٍ هُوَ في شَأْنٍ ويُقَلِّبُ الله اللَّيْلَ والنَّهارَ فمن فزع الله عن قلبه رأى حقيقة انقلابه في الصور وتحوله فيها فعلم إن العالم كله في كل نفس في تحول وانقلاب فعلم من ذلك أن ذلك للشئون التي هو الحق فيها فهو المحول القلب في الليل والنهار بما يقلبها وفي السماء بما يوحي فيها وفي الأرض بما يقدر فيها وفيما بينهما بما ينزل فيه وفينا بما نكون عليه وهو معنا أينما كنا فنتحول لتحوله ونتقلب لتقلبه فإن من أسمائه الدهر ونستغني به لغناه وأما علمنا بتفاضل بعض‏

الملائكة في العلم بالله على بعض فلما ورد في هذا الذكر من الاستفهام في قول من قال منهم ما ذا وهو قولهم وما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ في العلم بالله وأما رفع التهمة عنهم فيما بينهم وتصديق بعضهم بعضا وانصباغ بعضهم بما عند بعض مما يكون عليه ذلك البعض من صورة العلم بالله فيفيد بعضهم بعضا فمن قوله عنهم قالُوا الْحَقَّ ابتداء ولم ينازعوا عند ما قال لهم المسئول ربكم ثم أقيموا في لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فلم يروه إلا في الهوية وهي ما غاب عنهم من الحق في عين ما تجلى وتلك الهوية هي روح صورة ما تجلى فنسبوا إليها أعني إلى الهوية من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ العلو عن التقييد والكبرياء عن الحصر فقالوا بل قال عن نفسه وهو المعلوم عندنا الذي أعطاه الكشف عند قولهم ما ذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الْحَقَّ إلى هنا انتهى كلام الملائكة فقال الله وهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ كما قال لنا لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فقدم ما أخر في خطاب الملائكة وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فأخر عندنا ما قدم في خطاب الملائكة فنهاية ما خاطب به الملائكة بدايتنا وبداية ما خاطبنا به وعرفنا من قول الملائكة



- الفتوحات المكية - الصفحة 159 - من الجزء 4


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
  الفتوحات المكية للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

ترقيم الصفحات موافق لطبعة القاهرة (دار الكتب العربية الكبرى) - المعروفة بالطبعة الميمنية. وقد تم إضافة عناوين فرعية ضمن قوسين مربعين.

 
عرض الأبواب الفصل الأول فى المعارف الفصل الثانى فى المعاملات الفصل الرابع فى المنازل
مقدمات الكتاب الفصل الخامس فى المنازلات الفصل الثالث فى الأحوال الفصل السادس فى المقامات (هجيرات الأقطاب)
الباب الأول الجزء الثاني الجزء الثالث الجزء الرابع


Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!