Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام السهر

يتخيل أنه صوت ذلك الصامت وليس كذلك فمن ليست له هذه الحالة فلا يدعي أنه صامت‏

[المتكلم بالإشارة]

وأما الصامت المتكلم بالإشارة فهو يتعب نفسه وغيره ولا ينتج له شيئا بل هو ممن يتشبه بالأخرس الذي يتكلم بالإشارة فلا يعول عليه وهذا مما غلط فيه جماعة من أهل الطريق فمن نصح نفسه فقد أقمنا له ميزان هذا المقام الذي يزنه به حتى لا يتلبس عليه الأمر وهذا لا يكون إلا للالهيين المحسنين لا لغيرهم من المؤمنين والمسلمين الذين لم يحصل لهم مقام الإحسان‏

(الباب السابع والتسعون في مقام الكلام وتفاصيله)

إن الكلام عبارات وألفاظ *** وقد تنوب إشارات وإيماء

لو لا الكلام لكنا اليوم في عدم *** ولم تكن ثم أحكام وأنباء

وإنه نفس الرحمن عينه *** عقل صريح وفي التشريع أنباء

فيه بدت صور الأشخاص بارزة *** معنى وحسا وذاك البدو إنشاء

فانظر ترى الحكمة الغراء قائمة *** فيها لعين اللبيب القلب أشياء

[معارج التكوين التي يعرج فيها النفس الرحمانى‏]

الكلام صفة مؤثرة نفسية رحمانية مشتقة من الكلم وهو الجرح فلهذا قلنا مؤثرة كما أثر الكلم في جسم المجروح فأول كلام شق إسماع الممكنات كلمة كن فما ظهر العالم إلا عن صفة الكلام وهو توجه نفس الرحمن على عين من الأعيان ينفتح في ذلك النفس شخصية ذلك المقصود فيعبر عن ذلك الكون بالكلام وعن المتكون فيه بالنفس كما ينتهي النفس من المتنفس المريد إيجاد عين حرف فيخرج النفس المسمى صوتا ففي أي موضع انتهى أمد قصده ظهر عند ذلك عين الحرف المقصود إن كان عين الحرف خاصة هو المقصود فتظهر الهاء مثلا إلى الواو وما بينهما من مخارج الحروف وهذه تسمى معارج التكوين فيها يعرج النفس الرحماني فأي عين عين من الأعيان الثابتة اتصفت بالوجود

[المتكلم الإلهي والرباني والرحمانى‏]

فلا بد لكل متكلم من أثر في نفس من كلمة غير إن المتكلم قد يكون إلهيا وربانيا ورحمانيا فمن كونه ربانيا ورحمانيا لا يشترط في كلامه خلق عين ظاهرة سوى ما ظهر من صورة الكلام التي أنشأها عند التلفظ فإن أثرت نشأة كلامه نشأة أخرى وهو أن يقول لزيد قم فهذا المتكلم قد أنشأ نشأة قم فإن قام زيد لأمره فقد أنشأ هذا الآمر صورة القيام في زيد عن نشأة لفظة قم فهو إلهي لأن انشاء الأعيان إنما هو لله وهذا عام في جميع الخلق فإن لم يسمع منه ولا أثرت فيه نشأة أمره فهو قاصر الهمة وليس بإلهي في هذه الحال وإنما هو رباني أو رحماني ولا يلزم للرباني والرحماني سوى إقامة نشأة الكلام خاصة والإلهي هو الذي ذكرناه‏

[المتكلم الإلهي على نوعين‏]

غير إن الإلهي على نوعين إلهي كما ذكرناه وإلهي يؤثر كلامه في الأشياء مطلقا من جماد ونبات وحيوان وكون أي كون كان علوا وسفلا فهذا هو الإلهي المطلوب في هذا الطريق ولا يصح وجوده عاما أبدا في هذه الدار بل محله الجنان فإنه لا أكبر من محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وقد قال لمن حقت عليه كلمة العذاب قل لا إله إلا الله‏

فما ظهر عن نشأة أمره نشأة لا إله إلا الله في محل المأمور وإن كان على بصيرة فيه ولكنه مأمور أن يأمر وهو حريص على الأمة فالمأمور ما امتنع وإنما الممتنع لا إله إلا الله فإن هذا اللفظ هو المأمور أن يكون في هذا المحل فلم يكن فلو تكون في محل هذا الشخص لظهر عينه وأعطاه اسم الإسلام كما إن هذا الشخص لما قال له الحق كن وهو في العدم لم يتمكن له إلا أن يكون ولا بد فقد علمت من هو المأمور بالوجود في التحقيق وهو قول الله إِنَّكَ لا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ أي إنك لا تقدر على من تريد أن تجعله محلا لظهور ما تريد إنشاءه فيه أن يكون محلا لوجود إنشائك فيه فليس كل متكلم في الدنيا بإلهي مطلق لكن له الإطلاق فيما يريد أن ينشئه في نفسه لا في غيره فاعلم سر هذا واعلم هل أنت متكلم أو لافظ

(الباب الثامن والتسعون في معرفة مقام السهر)

من لا تنام له عين وليس له *** قلب ينام فذاك الواحد الأحد

مقامه الحفظ والأعيان تعبده *** ولا يقيده طبع ولا جسد

هو الإمام وما تسري إمامته *** في العالمين فلم يظفر به أحد

كرسيه تخزن الأكوان فيه ولا *** يؤده حفظ شي‏ء ضمه عدد

[القيومية هي لله على ما تعطيه ذاته وللعبد على ما تعطيه ذاته‏]

هذا المقام يسمى مقام القيومية واختلف أصحابنا هل يتخلق به أم لا ولقيت أبا عبد الله بن جنيد من شيوخ الطائفة من أهل قبرفيق من أعمال رندة وكان معتزلي المذهب فرأيته يمنع من التخلق بالقيومية فرددته عن ذلك من مذهبه فإنه كان يقول بخلق الأفعال للعباد فلما رجع إلى قولنا وأبنت له معنى قوله تعالى الرِّجالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّساءِ فقد أثبت لهم درجة في القيومية وكان قد أتى إلى زيارتنا فلما رجع إلى بلده مشيت إلى زيارته في بلده فرددته وجميع أصحابه عن مذهبه في خلق الأفعال فشكر الله على ذلك رحمه الله فيتخيل من لا معرفة له بالحقائق أنها من خصائص الحق ولا فرق عندنا بينها وبين سائر الأسماء الإلهية كلها في التخلق بها على ما تعطيه حقيقة الخلق كما هي لله بحسب ما تعطيه ذاته تعالى وتقدس‏

[السهر أحد الأركان التي قام عليها بيت الأبدال‏]

والسهر من أحد الأربعة الأركان التي قام عليها بيت الأبدال وهي السهر والجوع والصمت والعزلة وقد أفردنا لمعرفة هذه الأربعة جزءا عملناه بالطائف سميناه حلية الأبدال ونظمناها في أبيات في الجزء المذكور سؤال صاحبي عبد الله بدر الخادم ومحمد بن خالد الصدفي وهذه هي الأبيات‏

يا من أراد منازل الأبدال *** من غير قصد منه للأعمال‏

لا تطمعن بها فلست من أهلها *** إن لم تزاحمهم على الأحوال‏

بيت الولاية قسمت أركانه *** ساداتنا فيه من الأبدال‏

ما بين صمت واعتزال دائم *** والجوع والسهر النزيه العالي‏

[من تنام عينه ولا ينام قلبه‏]

فجعلوا السهر ركنا من أركان المقام الذي يكون من صفات الأبدال وآيتهم من كتاب الله تعالى سيدة آي القرآن الله لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ ولا نَوْمٌ إلى قوله تعالى ولا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ فانظر ما أعجب هذه الآية ولهذه الصفة عنت الوجوه منا والمراد بالوجوه حقائقنا إذ وجه الشي‏ء حقيقته فقال تعالى وعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وقال كُلُّ شَيْ‏ءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ فإذا لم يحفظ العبد بسهر قلبه ذاته الباطنة كما يحفظ بسهر عينه ذاته الظاهرة وإن كان نائما فيكون ممن ينام عينه ولا ينام قلبه ويحفظ غيره بحفظه فما سهر من ليست هذه صفته وتكون الخمسة من الأعداد أتم منه في مقامها في حفظها نفسها وغيرها

[من له درجة الخمسة من العدد هو المتخلق بالقيومية]

ومن لا يقدر أن يكون له درجة الخمسة من العدد وهي جزء مما لا يتناهى فإنها جزء من العدد والعدد لا نهاية له فكيف يتمكن له أن يتخلق بالقيومية مطلقا ليس ذلك في وسع البشر مثل الكلام سواء وغاية من يقوم بها قطب الوقت فإن له الأكثر فيها من سواه فالذي يتعين علينا حفظ هذه الصفة فنحن نسهر لحفظ الكون وإقامته ما يلزمنا أكثر من هذا والله حفيظ عليم لا نحن فإذا قامت هذه الصفة بنا فقد وفينا المقام حقه‏

[صاحب مقام السهر حافظ كل شي‏ء بعين الله الحافظة لكل شي‏ء]

فينبغي لصاحب هذا المقام إذا سهر أن يسهر بعين الله وعين الله حافظته بلا شك الحفظ الذي يعلمه الله لا الحفظ العرضي فإن الله تعالى ما رأيناه يحفظ على كل عين صورتها بل الواقع غير ذلك وهو مطلق الحفظ فاذن ليس الحفظ ما يتخيل من حفظ الصور على أعيانها وإنما ينظر صاحب هذا المقام إلى الحفظ المطلق وينظر في المحفوظ وإذا كان من عالم التغيير والاستحالات فيحفظ عليه التغيير والاستحالات فإن لم يتغير ولا استحال فما حفظ عليه ما تستحقه ذاته فينظر صاحب هذا المقام مراتب الموجودات ويكون حفظه في سهره بحسب ما تعطيه رتبة ذلك العالم ولا يلتفت إلى أغراض أشخاص ذلك النوع فإن الضدين لا يجتمعان فإذا أراد السكون أن يحفظ عليه ذاته في ساكن معين لم يتمكن أن يجيبه إلى ذلك فإن الساكن مأمور من الله بتغيير حاله من سكون إلى قيام لصلاة أو لأمر مشروع أو طبع كقضاء حاجته ولا يكون هذا إلا بأن يتغير وينتقل إلى حكم الحركة وكذلك المتحرك إذا توجه عليه الأمر بالسكون فالحافظ هنا إنما يحفظ عليه حكم التغيير فإن لم يحفظ عليه ذلك فما سهر ولا تحقق بالقيومية فهذا ما يعطيه مقام السهر وحاله فافهم فإنه ما من مقام وإلا ويتسع المجال فيه لو تكلمنا على تفاصيله لكن نومئ إلى ما لا بد منه في كل مقام وحال بأمر كلي تقع به المنفعة ويندرج فيه كل تفصيل يحتمله فإذا بحثت عليه في كلامنا تجدنا قد وفينا المقصود انتهى الجزء السادس والتسعون‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!