Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة حال قطب كان منزله (والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه)

حتى تحقق بالأدب الإلهي‏

فقال إن الله أدبني فأحسن أدبي‏

فإن الله له نسبة إلى الأغنياء كما له نسبة إلى الفقراء فالعارف ينبغي له أن لا يفوته من الحق شي‏ء في كل شي‏ء فما أحسن تعليم الله عباده فنحن إذا فتح الله أعين بصائرنا وأفهامنا علمنا أن تعليم الله نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الآداب مع المراتب إنا أيضا مرادون بذلك التعليم وننظره في النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كالمثل السائر إياك أعني فاسمعي يا جارة وإن كان هو صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم المقصود لله بالأدب فنحن أيضا المقصودون لله بالتأسي به والاقتداء لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فكل خطاب خاطب به نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم مؤدبا له فلنا في ذلك الخطاب اشتراك لا بد من ذلك فانظر يا ولي في هذا الذكر ما ذا نتج من الخير الكثير والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى الله»

إن القبيح لأقسام مقسمة *** عرفية والتي التشريع بينها

فمن عفا عن مسي‏ء نفسه أنفت *** عن الجزاء لأن السوء عينها

فلا تكن بمحل للقبيح لأن *** الله بالصفة العليا زينها

[لا فقر إلا إلى الله تعالى‏]

قال الله تعالى ولِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى‏ وإن كان له جميع الأسماء التي يفتقر كل فقير إلى مسماها ولا فقر إلا إلى الله فإنه يقول يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى الله ومع هذا فلا يطلق عليه من الأسماء إلا ما يعطي الحسن عرفا وشرعا ولذلك نعت أسماءه بالحسنى وقال لنا فَادْعُوهُ بِها ثم قال وصية لنا وذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ في أَسْمائِهِ أي يميلون في أسمائه إلى ما ليس بحسن وإن كان في المعنى من أسمائه لكن منع أن يطلق عليه لما ناط به عرفا أو شرعا بأنه ليس بحسن وهنا قال سَيِّئَةٌ مِثْلُها فالسيئة الأولى سيئة شرعية صاحبها مأثوم عند الله والسيئة الثانية الجزائية ليست بسيئة شرعا وإنما هي سيئة من حيث إنها تسوء المجازي بها كالقصاص فيما لك أن تعفو عنه بهذا الشرط فلما رأى أهل الله أنه تعالى أطلق على ذلك اسم سيئة وقال مِثْلُها ومن اتصف بشي‏ء من ذلك فيقال فيه إنه مسي‏ء على حد ما سمي تلك سيئة سواء فأنف أهل الله أن يكونوا محلا للسوء فاختاروا العفو على الجزاء بالمثل نفاسة وتقديس نفس عن اسم لم يطلقه الله على نفسه كما أطلق الحسن ونبه على الزهد والترك للاخذ عليها بقوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ ولم يقل وجزاء المسي‏ء فإن المسي‏ء هو الذي يجازى بما أساء لا السيئة فإن السيئة قد ذهب عينها وهي لا تقبل الجزاء ولو كانت موجودة فإنها لو قبلت الجزاء لزال عينها مثال ذلك إن الجرح الحاصل في الذي تعدى عليه فجرح إذا اقتص من الذي جرحه مثل ما تعدى عليه صار الآخر المجازي مجروحا وما بري‏ء الأول من جرحه فلو قبلت السيئة جزاء لزال عينها منه ولا يزول فلم يبق الجزاء إلا عين المكلف فإن كانت السيئة فعل المكلف لا مفعوله فقد ذهب عين الفعل بذهاب زمانه فلا يقبل الجزاء لأنه قد انعدم فلم يبق إلا المحل المسي‏ء فأنزل المسي‏ء منزلة السيئة وسمي بها وأضيف الجزاء لي السيئة فللمسي‏ء حكم لسيئة فَمَنِ اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ ما اعْتَدى‏ عَلَيْكُمْ هذا من أقوم القيل وإن كان القيل الإلهي كله قويما ولكن فيه قويم وأقوم بالنسبة إلينا لأنا قد قدمنا ما من شي‏ء يكون فيه كثرة أمثال إلا ولا بد فيه من التفاضل حتما لأنه لا شي‏ء فوق أسماء الله الحسنى ومع هذا تتفاضل بالإحاطة وعدم الإحاطة وينزل اسم إلهي عن اسم إلهي ويعلو اسم إلهي على اسم إلهي فالجزاء بالأمثال أبدا وما خرج عن الوزن والمقدار بالرجحان لا بالنقص فذلك خارج عن الجزاء ولهذا يرجع الحق عليه بعد ما كان له بخلافه في الخير والحسن فإن الرجحان فيه فضيلة يثنى عليه بها وما أحسن‏

قول رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في صاحب التسعة فاسمع الولي وقد حكم له بالقصاص أما إنه إن قتله كان مثله‏

يعني قوله وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها فسمي قاتلا بلا شك فتركه وعفا وهذا من السياسة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والعشرون وخمسمائة في معرفة حال قطب كان منزله والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ»

إن الوفاق لمن طيب الأصول لما *** أتابه الله مما شاءه وشرع‏

فمن أبى فلخبث في طبيعته *** يدريه من يفتح الأبواب حين قرع‏

له بما في غيوب الطبع من عجب *** من صنعه في الذي أبداه حين صنع‏

كمن دعاه رسول الله حين دعا *** فجاءه بالذي قد كان قبل جمع‏

وجاءه غيره بشطر ما كسبت *** يداه والكل فيما في يديه طمع‏

ولو أكون لما قلنا بقولهما *** وقلت عبد دعاه ربه فسمع‏

وبادر الأمر لم ينظر إلى أحد *** ولا لمن ضر في تأخيره ونفع‏

[إن أهل العناية الإلهية الذين اعتنى الله بهم‏]

اعلم أيدنا الله وإياك بروح القدس أن هذا الذكر كان لنا من الله عز وجل لما دعانا الله تعالى إليه فأجبناه إلى ما دعانا إليه مدة ثم حصلت عندنا فترة وهي الفترة المعلومة في الطريق عند أهل الله التي لا بد منها لكل داخل في الطريق ثم إذا حصلت الفترة إما أن يعقبها رجوع إلى الحال الأول من العبادة والاجتهاد وهم أهل العناية الإلهية الذين اعتنى الله عز وجل بهم وإما أن تصحبه الفترة فلا يفلح أبدا فلما أدركتنا الفترة وتحكمت فينا رأينا الحق في الواقعة فتلا علينا هذه الآيات وهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنا به الْماءَ الآية ثم قال والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ فعلمت أني المراد بهذه الآية وقلت ينبه بما تلاه علينا على التوفيق الأول الذي هدانا الله به على يد عيسى وموسى ومحمد سلام الله على جميعهم فإن رجوعنا إلى هذا الطريق كان بمبشرة على يد عيسى وموسى ومحمد عليه السلام بين يدي رحمته وهي العناية بنا حَتَّى إِذا أَقَلَّتْ سَحاباً ثِقالًا وهو ترادف التوفيق سُقْناهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ وهو أنا فَأَحْيَيْنا به الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وهو ما ظهر علينا من أنوار القبول والعمل الصالح والتعشق به ثم مثل فقال كَذلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتى‏ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ يشير بذلك إلى خبر

ورد عن النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في البعث أعني حشر الأجسام من أن الله يجعل السماء تمطر مثل مني الرجال‏

الحديث ثم قال والْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وليس سوى الموافقة والسمع والطاعة لطهارة المحل والَّذِي خَبُثَ وهو الذي غلبت عليه نفسه والطبع وهو معتنى به في نفس الأمر لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِداً مثل‏

قوله إن لله عبادا يقادون إلى الجنة بالسلاسل‏

وقوله ولِلَّهِ يَسْجُدُ من في السَّماواتِ والْأَرْضِ طَوْعاً وكَرْهاً فقلنا طوعا يا إلهنا

[إن الله ابتدأ إنشاء هذه النشأة في ضعف وافتقار]

واعلم أن الله تعالى لما خلق هذه النشأة الإنسانية لعبادته وأنشأها ابتداء في ضعف وافتقار فكانت عبادتها ذاتية وما زالت على ذلك إلى أن رزقها الله القوة وأظهر لها الأسباب الموجبة للقوة إذا استعملتها واحتجب الحق من ورائها فلم تشاهد إلا هي وغابت عن الحق تعالى فلم تشهده فناداها سبحانه من خلف تلك الأسباب بما كلفها به من الأعمال وسمي تلك الأعمال عبادة لتتنبه بذلك على أصلها فإنها لا تنكر عبوديتها لأن العبودة لها ذاتية ذوقا وبقي لمن مع معاينتها الأسباب التي تجد عندها دفع ضروراتها فهي تقبل عليها طبعا وترى الذي دعاها إليه غيبا فتعلم إن ثم ظاهرا وباطنا وغيبا وشهادة وتنظر في نفسها فتجدها مركبة من غيب وشهادة وأن الداعي منها إلى الحاجة غيب منها فإن تقوت عليها مناسبة الغيب على الشهادة كانت البلد الطيب الذي يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ فسارعت إلى إجابة الداعي وهي من النفوس الذين يُسارِعُونَ في الْخَيْراتِ وهُمْ لَها سابِقُونَ لأنها رأت الأسباب مختلفة وأي سبب حضر منها أغناها عن سبب آخر فعلمت أنها مفتقرة بالذات إلى أمر ما غير معين فتعتمد عليه وهي قد شاهدت الأسباب وعلمت قيام بعضها عن بعض وتستغني ببعضها عن بعض ويغيب في وقت فلا يقدر عليه ويحضر في وقت فخطر لها ما خطر لإبراهيم الخليل عليه السلام إني لا أُحِبُّ الْآفِلِينَ ورأت أيضا أنها تخلق بعض أسبابها الموجبة استعمالها لدفع ضروراتها بما تتكلفه من الأعمال الموجبة لوجود ذلك السبب الذي تركن إليه فأنفت أن يتعبدها من له في وجوده افتقار إليها فأشبهها فأرادت الاستناد إلى غني لا افتقار له لعزة نفسها وشموخ أنفها وما جعل الله في طبعها من طلب العلو في الأرض والشفوف على الجنس فقالت أجيب هذا الداعي الغائب حتى أرى ما هو فلعله عين ما أطلبه فامتثلت أمر ما دعاها إليه وعملت عليه فأشرقت أرضها بِنُورِ رَبِّها فكانت البلد الطيب الذي يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ونفس أخرى على النقيض منها رجحت الشهادة على الغيب‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!