Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل الاعتبار وأسراره من المقام المحمدى

للشي‏ء إنما تكون لتألفها به ونظرها إليه من اسمه الحي الذي ليس عن تأليف ويحصل أيضا علم الخلق التام في قوله مُخَلَّقَةٍ ولا يحصل له في هذا المنزل علم غير المخلقة وإنما يحصل ذلك لمن حصل من منزل آخر وفي هذا المنزل يعلم من هؤلاء الأنبياء العلم التصوري وهو العلم بالمفردات التي لم تتركب ومن هذا المنزل تلبس المعاني الصور فيصور المسائل العالم في نفسه ثم يبرزها إلى المتعلمين في أحسن صورة وهي المخلقة فإن أخطأ فمن غير هذا المنزل ومن هذا المنزل يعلم سبب العشق الحاصل في العاشق ما هو وما الرابطة بين العاشق والمعشوق حتى التف به على الاختصاص دون غيره ولما ذا يراه في عينه أجمل ممن هو أجمل منه في علمه ولما ذا يكون تحت سلطان المعشوق وإن كان عبده ولما ذا ينتقل الحكم على السيد للعبد إذا كان معشوقا له فيكون تحت أمره ونهيه لا يقدر في نفسه أن يتصور مخالفته فيما يأمره به عبده وكيف انتقلت السيادة إليه وانتقلت العبودية إلى الآخر السيد ظاهرة الحكم بالتصرف فيه ولما ذا يتخيل أنه يراه أعظم عنده من نفسه وأن سعادته في عبوديته وذلته بين يديه مع أنه يحب الرئاسة بالطبع ولما ذا أثر في طبعه وتتبين له قوة الأرواح على الطبع وأن العشق روحاني فرده إلى ما تقتضيه حقيقة الروح فإن الروح لا رياسة عنده في نفسه ولا يقبل الوصف بها ويعلم هل ينقسم العشق إلى طبع وروح أو هو من خصائص الروح أو هو من خصائص الطبع لوجوده من الحيوان والنبات ويعلم لما ذا كان العشق من الإنسان لجارية أو غلام بحيث أن يفنى فيه ويكون بهذه المثابة التي ذكرناها ولا يستفرغ هذا الاستفراغ في حب من ليس بإنسان من ذهب وفضة وعقار وعروض وغير ذلك وهو علم شريف ولما ذا يستفرغ مثل هذا الاستفراغ في محبة الحق وحده دون ما ذكرناه ويعلم هل محبته للحق جزئية أم كلية ومعنى ذلك أنه هل أحبه بكله من حيث طبعه وروحه أو من حيث روحه فقط لأن الحب الطبيعي لا يليق أن يتعلق من المحب بذلك الجناب وهل لذلك الجناب مظهر يمكن أن يتعلق به الحب الطبيعي أم لا كل ذلك من خصائص علم هذا المنزل ومما يستفيد من علوم هذا المنزل علم الزمان ولما ذا يرجع هل لأمر وجودي أو لأمر عدمي وهل الليل والنهار زمان أو دليل على إن ثم زمانا وهل حدث الليل والنهار في زمان ومن هذا المنزل يعلم ترتيب الهياكل الموضوعة لاستنزال الأرواح وصورها وأشكالها وبنائها وما ينقش عليها وما ينفعل عنها وكم مدتها بعد معرفته هل لها مدة أم لا ويعلم علم الحروف والنجوم من حيث خصائصها وطبائعها وتأثيراتها التي فطرها الله عليها وفيمن تؤثر وبما ذا تحتجب عن تأثيرها وإذا قيدت بما ذا يطلق من قيدته عن تقييدها وإذا أطلق بما ذا يقيد من إطلاقه ويعلم من هذا المنزل ما أردناه بقولنا

الحق ما بين مجهول ومعروف *** فالناس ما بين متروك ومألوف‏

والشأن ما بين وصاف وموصوف *** فالحال ما بين مقبول ومصروف‏

فهذا بعض ما يحويه هذا المنزل وهو كثير والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التاسع والسبعون ومائتان في معرفة منزل الاعتبار وأسراره من المقام المحمدي»

تجليه في الأفعال ليس بممكن *** لدينا وعند الغير ذلك جائز

ويحتج في ذاك الجواز بفعله *** وكيف يرى في الفعل والعبد عاجز

فمن قائل الحق في الكون ظاهر *** ومن قائل الحق في المنع ناجز

وتحقيق هذا الأمر عجز وحيرة *** ولا ينجلي إلا لمن هو فائز

[أن التجلي الذاتي ممنوع في غير مظهر]

اعلم أن التجلي الذاتي ممنوع بلا خلاف بين أهل الحقائق في غير مظهر والتجلي في المظاهر وهو التجلي في صور المعتقدات كائن بلا خلاف والتجلي في المعقولات كائن بلا خلاف وهما تجلى الاعتبارات لأن هذه المظاهر سواء كانت صور المعقولات أو صور المعتقدات فإنها جسور يعبر عليها بالعلم أي يعلم أن وراء هذه الصور أمر إلا يصح أن يشهد ولا إن يعلم وليس وراء ذلك المعلوم الذي لا يشهد ولا يعلم حقيقة ما يعلم أصلا وأما التجلي في الأفعال أعني نسبة ظهور الكائنات والمظاهر عن الذات التي تتكون عنها الكائنات وتظهر عنها المظاهر وهو قوله تعالى ما أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّماواتِ والْأَرْضِ فالحق سبحانه قرر في اعتقادات قوم وقوع ذلك وقرر في اعتقادات قوم منع وقوع ذلك وهو سبحانه‏

قد ذكرنا أنه يتجلى في صور المعتقدات فمن عرف أن أفعال نفسه وغيره مخلوقة لله مع أنه يشاهدها عن قدرته ويعلم أنها عن القدرة الإلهية مع أنه لا يشهد تعلق قدرته أو قدرة غيره بمقدوره حالة إيجاده وإبرازه من العدم إلى الوجود يمنع إن يتجلى الحق في الأفعال إلا على حد ما وقع هنا فمنع وقوع هذا التجلي ومن عرف أن أفعال نفسه مخلوقة له لا للقدرة القديمة مع أنه أيضا لا يعرفها مشاهدة إلا حال وجودها ولا يرى صاحب هذا الاعتقاد إذا أنصف تعلق قدرته بإيجادها وإنما يشهد تعلق الجارحة بالحركة القائمة قال بوقوع هذا التجلي ففيه خلاف بين أهل هذا الشأن لا يرتفع دنيا ولا آخرة غير أن الدنيا تقتضي بحالها أن يتنازعوا في هذا الأمر وغيره وفي الجنة لا نزاع في ذلك لأن كل واحد قد قرره الحق على اعتقاده وأبقى عليه وهمه في تلك الدار أنه متجل له في أفعاله وأبقى على الآخر علمه أنه لا يتجلى في أفعاله مع حصول تجلى من أبقى عليه وهمه لمن أبقى علمه عليه بالمنع فصاحب المنع يشاهد من الحق ما يشاهده من يقول بوقوع التجلي في الأفعال فيعرف ما يشهد في ذلك التجلي كما يعرف هنا من يعقل معقولاته الصادرة عنه وذلك الآخر لا يعلم من الله هذا الذي يعلمه من يقول بالمنع فحصل من هذا أن الأمر مشكل فهو سبحانه المثبت لذلك والنافي له فيما خاطبنا به هنا في كتبه وعلى ألسنة رسله وقرره في أفكار النظار لتاخذه العقول على حد ما قرره في الأفكار من المنع لذلك أو وقوعه وهذا الحجاب لا يرتفع أبدا والتكليف محقق من حيث إن الأفعال مكتسبة بلا خلاف بين الطائفتين وإنما الخلاف في الإيجاد عن أي القدرتين كان قال تعالى وتبين لكم كيف فعلنا بهم وهو أقوى حجة للقائلين بالوقوع وهو أقوى حجة للقائلين بالمنع أَ لَمْ تَرَ إِلى‏ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ فقرن الرؤية بإلى وجعل المرئي الكيف فيقول صاحب المنع لما لم نشهد هنا ذات الحق وهو يكيف مد الظل ولا رأيناه وإنما رأينا مد الظلال عن الأشخاص الكثيفة التي تحجب الأنوار أن تنبسط على الأماكن التي تمتد فيها ظلال هذه الأشخاص علمنا إن الرؤية في هذا الخطاب إنما متعلقها العلم بالكيف المشهود الذي ذكرناه وأن ذلك من الله سبحانه لا من غيره أي أنه لو أراد أن تكون الأشخاص الكثيفة منصوبة والأنوار في جهة منها بمنع تلك الأشخاص انبساط النور على تلك الأماكن فيسمى منعها ظلالا أو يقبض تلك الظلال عن الانبساط على تلك الأماكن ولا يخلق فيها نورا آخر ولا ينبسط ذلك النور المحجوب على تلك الأماكن لما قصرت إرادته عن ذلك كما قال تعالى ثُمَّ قَبَضْناهُ إِلَيْنا قَبْضاً يَسِيراً وهو رجوع الظل إلى الشخص الممتد منه ببروز النور حتى يشهد ذلك المكان فجعل المقبوض إنما كان قبضه إلى الله لا إلى الجدار وفي الشاهد وما تراه العين إن سبب انقباض الظل وتشميره إلى جهة الشخص الكثيف إنما هو بروز النور فما في المسائل الإلهية ما تقع فيها الحيرة أكثر ولا أعظم من مسألة الأفعال ولا سيما في تعلق الحمد والذم بأفعال المخلوقين فيخرجها ذلك التعلق أن تكون أفعال المخلوقين لغير المخلوقين حال ظهورها عنهم وأفعال الله كلها حسنة في مذهب المخالف الذي ينفي الفعل عن المخلوق ويثبت الذم للفعل بلا خلاف ولا شك عنده في تعلق الذم بذلك الفعل من الله وسببه الكسب لما وقع مخالفا لحمد الله فيه مأمورا كان يفعله فلم يفعله أو منهيا عن فعله ففعله وهذا فيه ما فيه وفي مثل هذه المسائل قلت‏

حيرة من حيرة صدرت *** ليت شعري ثم من لا يحار

أنا إن قلت أنا قال لا *** وهو إن قال أنا لا يعار

أنا مجبور ولا فعل لي *** والذي أفعله باضطرار

والذي أسند فعلي له *** ليس في أفعاله بالخيار

فإنا وهو على نقطة *** ثبتت ليس لها من قرار

فقد أوقفناك بما ذكرناه في هذا الباب على ما يزيدك حيرة فيه وبعد أن ذكرنا ما ذكرنا

[منزل حيرة ومقام غيرة]

فاعلم أن هذا المنزل هو على الحقيقة منزل حيرة ومقام غيرة ومن علوم هذا المنزل وهو داخل في باب الحيرة اتصاف العدم بالكينونة وهي تقتضيه واتصاف الحق بجعل الموجودات في العدم وخلق العدم بحيث أن يقال فعل الفاعل لا شي‏ء ولا شي‏ء لا يكون فعلا وقد نسبه الحق إليه فقال إن يشأ يذهبكم أن يلحقكم بالعدم ويأت بخلق جديد فانظر كيف أضاف الإلحاق بالعدم إلى المشيئة ولم‏

يضفه إلى القدرة التي يقع الخلق والجعل بها والكتب الإلهية من هذا مشحونة ويحتوي عليها هذا المنزل والصحيح في ذلك أن الموجودات إذا كانت كما قد ذكر لها أعيان ثابتة حال اتصافها بالعدم الذي هو للممكن لا للمحال فكما أبرزها للوجود وألبسها حاله وعراها عن حال العدم فيسمى بذلك موجدا وتسمى هذه العين موجودة لا يبعد أن يردها إلى ما منه أخرجها وهي حالة العدم فيتصف الحق بأنه معدم لها وتتصف هي بأنها معدومة ولا يتعرض إلى العلم بأية صفة حصل ذلك فإن سألنا ألحقنا حصول الأمرين والحالتين بالمشيئة ويسلم ذلك الخصمان وإذا سألنا عن إلحاق تلك العين بالوجود نسبنا ذلك إلى القدرة والمشيئة ويسلم الخصمان لنا ذلك فإذا فهمت ما أردناه فالحق الكل بالمشيئة وهو الأولى والأوجه حتى تسلم من النزاع في صنف الخبر من ذلك حتى لا يتصور نزاع فيه من جميع الطوائف ومن هذا الباب ذَهَبَ الله بِنُورِهِمْ أي أزاله عن أبصارهم ولكن لا يلزم من ذهابه عن أبصارهم الحاقة بالعدم لو لا إن المفهوم منه أن الله أعدم النور من أبصارهم وتَرَكَهُمْ في ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ ومن علوم هذا المنزل بعث الحق تعالى الجماعة لأمر يقوم به الواحد منهم أعني من تلك الجماعة ومن علوم هذا المنزل وجود العلم عن النظرة والضربة والرمية وكيف تقوم هذه الأمور مقام كلام العالم للمتعلم وذوقنا من هذا الفن ذوق النظرة

[النظر بنور الشمس يتضمن جميع المرئيات على كثرتها وبعدها]

فاعلم أنه كما يتضمن النظر بنور الشمس جميع المرئيات على كثرتها وبعدها في غير زمان مطول بل عين زمان اللمحة زمان بسط النور على المبصرات عين زمان إدراك البصر لها عين زمان تعلق العلم بما أدركه البصر من غير ترتيب زماني ولا امتداد وإن كان الترتيب معقولا مثل ترتيب العلة والمعلول مع تساوقهما في الوجود كذلك اللحظة أو الضربة أو الرمية تتضمن العلوم التي أودع الله فيها فإذا وقعت من الضارب أو الرامي أو اللاحظ أدرك من العلم جميع ما في قوة تلك الضربة مثل ما أعطت اللحظة بنور الشمس جميع ما في قوة تلك اللحظة من المبصرات وليس القصور من الضربة وغيرها فإنها تتضمن ما لا نهاية له من العلوم كما تشرق الشمس على أكثر مما يدركه البصر وإنما القصور في قلب المدرك مثل القصور في المبصر عن إدراك جميع ما أشرقت عليه الشمس وهذا كله في آن واحد إن كان المدرك ممن يتقيد بالزمان كالأرواح التي لا تتصف بالتحيز فتدرك ما تدركه في غير زمان مما يدرك في زمان وفي غير زمان ولهذه الإشارة

بقوله صلى الله عليه وسلم إن الحق ضربه بيده بين كتفيه أو في ظهره فوجد برد الأنامل بين ثدييه أو في صدره فعلم علم الأولين والآخرين‏

فسبحان معلم من شاء بما شاء كيف شاء لا إله إلا هو العليم القدير وكذلك من هذا الباب لما رمى التراب في وجوه الأعداء يوم حنين فأصابت عيون القوم فانهزموا فانظر ما تضمنته تلك الرمية وما تضمنته تلك الضربة وأما لنظرة فما رويتها عن أحد ولا سمعتها عن أحد لكني رأيتها من نفسي نظرت نظرة فعلمت ما تضمنته من العلوم وأعطيت نظرة فنظرت بها فعلمت بها من نظرت إليه من جميع ما تضمنته تلك النظرة من العلوم وهذا هو علم الأذواق ومن هنا يعلم قول من قال يسمع بما به يبصر بما به يتكلم هذا مضى وأما فائدة ما يقوم به الواحد بما تبعث به الجماعة فللإنعام الإلهي بتلك الجماعة وعناية الحق بهم حيث جعل لهم نصيبا في ذلك الخير لا لقصور القدرة عن إبلاغ الواحد ذلك الأمر دون الجماعة إلا أن تكون حقائق النسب فإن ذلك ترتيب حقيقي لا وضعي كتقدم الحي على العالم ودخول المريد تحت إحاطة العالم ودخول القادر تحت إحاطة المريد فلا يقوم المريد بما يختص به القادر ولا يقوم العالم بما يختص به المريد ولا يقوم الحي بما يختص به العالم ولا يقوم العالم بما يختص به الحي ولا يقوم المريد بما يختص به العالم ولا يقوم القادر بما يختص به المريد وعين العالم هو عين الحي عين المريد عين القادر وعين الحياة هي عين العلم عين الإرادة عين القدرة وعين الحياة هي عين الحي عين العالم عين المريد عين القادر وكذلك ما بقي فالنسب مختلفة والعين واحدة والمعلوم صفة وحال وموصوف فالجمع في عين الوحدة مندرج حكما لا عينا فإنه ما ثم أعيان موجودة لهذا المجموع وإنما هي عين واحدة لها نسب مختلفة تبلغ ما بلغت فهذا هو السريان الوجودي في الموجودات فهذا من قيام الواحد بما تقوم به الجماعة بين موجود ومعقول فهذا المنزل يتضمن ما ذكرناه ومن علوم هذا المنزل معرفة استحالات العناصر والمولدات بعضها إلى بعض بنسبة رابطة بين المستحيل والمستحال إليه فإن ارتفعت تلك النسبة الرابطة لم يستحل شي‏ء إلى شي‏ء فإنه منافر له من جميع الوجوه ولهذا كانت النسبة بين الرب والمربوب‏

موجودة وبها كان ربا له ولم يكن بين المربوب وذات الرب نسبة فلهذا لم يكن عن الذات شي‏ء كما تقول أصحاب العلل والمعلولات فلا تتوجه الذات على إيجاد الأشياء من كونها ذاتا وإنما تتوجه على الأشياء من نسبة القدرة إليها وعدم المانع وذلك مسمى الألوهة كذلك الطبائع رتبها الله ترتيبا عجيبا لأجل الاستحالات فجعل عنصر النار يليه الهواء وعنصر الهواء يليه الماء وعنصر الماء يليه التراب فبين الماء والنار منافرة طبيعية من جميع الوجوه وبين الهواء والتراب منافرة من جميع الوجوه طبيعية فجعل بينهما الوسائط لكونها ذات وجهين لكل واحد مما يلي الطرفين مناسبة خاصة فإذا أراد الحق أن يحيل الماء نارا وهو منافر طبعا أحاله أولا هواء ثم أحال ذلك الهواء نارا فما أحال الماء نارا حتى نقله إلى الهواء من أجل التناسب وكذلك جميع الاستحالات كلها في عالم الطبيعة وأما في الإلهيات فقد أشرنا إليه في هذه المسألة وفي هذا الكتاب في وصف ذات المخلوق بصفة ذات الخالق ووصف ذات الخالق بصفة ذات المخلوق ثم تجرد ذات الخالق عما تقتضيه ذات المخلوق وتجرد ذات المخلوق عما تقتضيه ذات الخالق فلو لا النسبة الموجودة بين الرب والمربوب ما دل عليه ولا قبل الاتصاف بصفته لا هذا ولا هذا وبتلك النسبة كان الحق مكلفا عباده وآمرا وناهيا وبها بعينها كان الخلق مكلفا مأمورا منهيا فحقق ما نبهناك عليه إن كنت ذا قلب وألقيت السمع وأنت شهيد لما ذكرناه فإن لم تكن كذلك فاتك خير كثير وعلم نافع جليل القدر لكنه عظيم الخطر إلا أن يعصم الله ومكر إلهي خفي في هذا المنزل صدر عن الاسم القاهر والقادر موجود من عالم الغيب في عالم الحس بيده حسام القهر صلتا يطلب به موجودا تعلق باسم رحماني مثل طلب موسى فرعون وطلب نمروذ وفراعنة الأنبياء للأنبياء عليهم السلام كل ذلك صفات تقوم للعارف في ظاهره وباطنه يكاشفها من نفسه فإذا صال رجال الاسم القاهر التجأ العارف إلى الاسم الباطن فشفع له عند القاهر فتبادر جماعة من الأسماء الإلهية من أجل الاسم الباطن تعظيما له لقربه من الهو وقاموا معه بالاسم القائم على الاسم الظاهر لبعد منزلته من الهو فأقام لهم الاسم من عالم الغيب جماعة في عالم البرزخ فإنه أشد قوة في التأثير من عالم الحس فإنه يؤثر في عالم الحس ما يؤثره الحس والحس لا يقدر يؤثر في الخيال أ لا ترى النائم يرى في الخيال إنه ينكح فينزل منه الماء في عالم الحس ويرى ما يفزعه فيتأثر لذلك جسم النائم بحركة أو صوت يصدر منه أو كلام مفهوم أو عرق لقوة سلطانه عليه ويظهر الخيال في صورة الحس ما ليس في نفسه بمحسوس ويلحقه بالحس وليس في قوة الحس أن يرد المحسوس بعينه متخيلا فيحصل لهذا العارف علوم من عين تلك الجماعة البرزخية يطلع بها على معرفة تلك الشبهة القادحة في سعادته لو ثبتت ومات عليها ولا بد في هذا المنزل من هذه الشبهة وهذه الأدلة

(فصل)

واعلم أنه ما من منزل من المنازل ولا منازلة من المنازلات ولا مقام من المقامات ولا حال من الحالات إلا وبينهما برزخ يوقف العبد فيه يسمى الموقف وهو الذي تكلم منه صاحب المواقف محمد بن عبد الجبار النفري رحمه الله في كتابه المسمى بالمواقف الذي يقول فيه أوقفني الحق في موقف كذا فذلك الاسم الذي يضيفه إليه هو المنزل الذي ينتقل إليه أو المقام أو الحال أو المنازلة إلا قوله أوقفني في موقف وراء المواقف فذلك الموقف مسمى بغير اسم ما ينتقل إليه وهو الموقف الذي لا يكون بعده ما يناسب الأول وهو عند ما يريد الحق أن ينقله من المقام إلى الحال ومن الحال إلى المقام ومن المقام إلى المنزل ومن المنزل إلى المنازلات أو من المنازلات إلى المقام وفائدة هذه المواقف أن العبد إذا أراد الحق أن ينقله من شي‏ء إلى شي‏ء يوقفه ما بين ما ينتقل عنه وبين ما ينتقل إليه فيعطيه آداب ما ينتقل إليه ويعلمه كيف يتأدب بما يستحقه ذلك الأمر الذي يستقبله فإن للحق آدابا لكل منزل ومقام وحال ومنازلة إن لم يلزم الآداب الإلهية العبد فيها وإلا طرد وهو أن يجري فيها على ما يريده الحق من الظهور بتجليه في ذلك الأمر أو الحضرة من الإنكار أو التعريف فيعامل الحق بآداب ما تستحقه وقد ورد الخبر الصحيح في ذلك في تجليه سبحانه في موطن التلبيس وهو تجليه في غير صور الاعتقادات في حضرة الاعتقادات فلا يبقى أحد يقبله ولا يقربه بل يقولون إذا قال لهم أنا ربكم نعوذ بالله منك فالعارف في ذلك المقام يعرفه غير أنه قد علم منه بما أعلمه أنه لا يريد أن يعرفه في تلك الحضرة من كان هنا مقيد المعرفة بصورة خاصة يعبده فيها فمن أدب العارف أن يوافقهم في الإنكار ولكن لا يتلفظ بما تلفظوا به من الاستعاذة منه فإنه يعرفه فإذا قال لهم‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!