Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الرهبة

متعلقها الحق فنعني بالحق هنا ما يظهر للخلق في الأعمال المشروعة فيرغب السر في هذا الحق لما يندرج في ذلك أو يظهر به من المعارف الإلهية التي تتضمنها الأحكام المشروعة ولا تكشف إلا بالعمل بها فإن الظاهر أقوى من الباطن حكما أي هو أعم لأن الظاهر له مقام الخلق والحق والباطن له مقام الحق بلا خلق إذ الحق لا يبطن عن نفسه وهو ظاهر لنفسه فمن علم ذلك رغب سره في الحق فإن الله ربط العالم به وأخبر عن نفسه أن له نسبتين نسبة إلى العالم بالأسماء الإلهية المثبتة أعيان العالم ونسبة غناه عنه فمن نسبة غناه عنه يعلم نفسه ولا نعلمه فلم يبطن عن نفسه ومن نسبة ارتباط العالم به للدلالة عليه علم أيضا نفسه وعلمناه فعم الظاهر النسبتين فكان أقوى في الحكم من الباطن فرغب السر في الحق لعلمه بأن مدرك نسبة الغني لا يدركها إلا هو فقطع يأسه وأراح نفسه وطلب ما ينبغي له أن يطلب فنفخ في ضرم ولم يكن لحما علي وضم جعلنا الله ممن رأى الحق حقا فاتبعه والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الرابع والثلاثون ومائتان في الرهبة»

الرهبة الخوف من سبق وتقليب *** ومن وعيد لصدق المخبر الصادق‏

دل الدليل عليه من مضايفة *** فالراهب الخائف المسارع السابق‏

يسير في ظلمة عمياء غاسقة *** سير المريب وسير الواله العاشق‏

يسرى بهمته خوفا فتبصره *** يخاف في سيره من فجأة الطارق‏

[الرهبة على ثلاثة أوجه‏]

الرهبة عند القوم تقال بإزاء ثلاثة أوجه رهبة من تحقيق الوعيد ورهبة من تقليب العلم ورهبة من تحقيق أمر السبق فالأول إذا جاء الوعيد بطريق الخبر والخبر لا يدخله النسخ فهو ثابت والثاني تقليب العلم ف يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ والثالث ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وأما الرهبة المطلقة من غير تقييد بأمر ما معين فهي كل خوف يكون بالعبد حذرا أن لا يقوم بحدود ما شرع له سواء كان حكما مشروعا إلهيا أو حكما حكميا كما قال تعالى ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها أي هم شرعوها لأنفسهم ما أوجبناها عليهم ابتداء فاعتبرها الحق وآخذهم بعدم مراعاتها فما كتبها الله عليهم إِلَّا ابْتِغاءَ رِضْوانِ الله فأثنى على المراعين لها ليحسن القصد والنية في ذلك وفي الكلام تقديم وتأخير كأنه يقول فما رعوها حق رعايتها إلا ابتغاء رضوان الله يعني المراعين لها وفي شرعنا من هذه الرهبانية من سن سنة حسنة وهذا هو عين الابتداع ولما جمع عمر بن الخطاب الناس على أبي في قيام رمضان قال نعمت البدعة هذه فسماها بدعة ومشت السنة على ذلك إلى يومنا هذا فلما اقترن بالأعمال المشروعة وجوب القيام بحقها كالنذر خاف المكلف فقامت الرهبة به فأدته إلى مراعاة الحدود فسمي راهبا وسميت الشريعة رهبانية ومدح الله الرهبان في كتابه فمن الناس من علق رهبته بالوعيد فخاف من نفوذه كالمعتزلي القائل بإنفاذ الوعيد فيمن مات عن غير توبة

[إن المؤمن يندم على ارتكاب معصية]

فاعلم إن هنا نكتة أنبهك عليها وذلك أنه من المحال أن يأتي مؤمن بمعصية توعد الله عليها فيفزع منها إلا ويجد في نفسه الندم على ما وقع منه وقد قال صلى الله عليه وسلم الندم توبة

وقد قام به الندم فهو تائب فسقط حكم الوعيد لحصول الندم فإنه لا بد للمؤمن أن يكره المخالفة ولا يرضى بها وهو في حال عمله إياها فهو من كونه كارها لها مؤمن بأنها معصية ذو عمل صالح وهو من كونه فاعلا لها ذو عمل سيئ فغايته إن يكون من الذين خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وآخَرَ سَيِّئاً فقال تعالى عقيب هذا القول عَسَى الله أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ وعسى من الله واجبة ورجوعه عليهم إنما هو بالمغفرة ويرزقهم الندم عليها والندم توبة فإذا ندموا حصلت توبة الله عليه فهو ذو عمل صالح من ثلاثة أوجه الايمان بكونها معصية وكراهته لوقوعها منه والندم عليها وهو ذو عمل سيئ من وجه واحد وهو ارتكابه إياها ومع هذا الندم فإن الرهبة تحكم عليه سواء كان عالما بما قلناه أو غير عالم فإنه يخاف وقوع مكروه آخر منه ولو مات على تلك التوبة فإن الرهبة لا تفارقه وينتقل تعلقها من نفوذ الوعيد إلى العتاب الإلهي والتقرير عند السؤال على ما وقع منه فلا يزال مستشعرا وهو نوع من أنواع الوعيد فإن الله يقول فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ومن يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ فلا بد أن يوقف عليه فهو يرهب من هذا التوبيخ برؤية ذلك العمل القبيح الذي لا بد له من رؤيته ولم يتعرض الحق في هذه الآية للمؤاخذة به فالرؤية لا بد منها فإن كان ممن غفر له يرى عظيم ما جنى وعظيم نعمة الله‏

عليه بالمغفرة هذا يعطيه الخبر الإلهي الصدق الذي لا يدخله الكذب فإنه محال على الجناب الإلهي فإن نظر العالم إلى أن خطاب الحق لعباده إنما يكون بحسب ما تواطئوا عليه وهذا خطاب عربي لسائر العرب بلسان ما اصطلحوا عليه من الأمور التي يتمدحون بها في عرفهم ومن الأمور التي يذمونها في عرفهم فعند العرب من مكارم الأخلاق أن الكريم إذا وعد وفى وإذا أوعد تجاوز وعفا وهي من مكارم أخلاقهم ومما يمدحون بها الكريم ونزل الوعيد عليهم بما هو في عرفهم لم يتعرض في ذلك لما تعطيه الأدلة العقلية من عدم النسخ لبعض الأخبار ولاستحالة الكذب بل المقصود إتيان مكارم الأخلاق قال شاعرهم‏

وإني إذا أوعدته أو وعدته *** لمخلف إيعادى ومنجز موعدي‏

مدح نفسه بالعفو والتجاوز عمن جنى عليه بما أوعد على ذلك من العقوبة بالعفو والصفح ومدح نفسه بإنجاز ما وعد به من الخير يقال في اللسان وعدته في الخير والشر ولا يقال أوعدته بالهمز إلا في الشر خاصة والله يقول وما أَرْسَلْنا من رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ أي بما تواطئوا عليه والتجاوز والعفو عند العرب مما تواطئوا على الثناء به على من ظهر منه فالله أولى بهذه الصفة فقد عرفنا الله أن وعيده ينفذه فيمن شاء ويغفر لمن شاء ومع هذه الوجوه فلا يتمكن زوال الرهبة من قلب العبد من نفوذ الوعيد لأنه لا يدري هل هو ممن يؤاخذ أو ممن يعفى عنه وقد قدمنا ما يجده المخالف عقيب المخالفة من الندم على ما وقع منه وهو عين التوبة فالحمد لله الذي جعل الندم توبة ووصف نفسه تعالى بأنه التواب الرحيم أي الذي يرجع على عباده في كل مخالفة بالرحمة له فيرزقه الندم عليها فيتوب العبد بتوبة الله عليه لقوله ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ الله هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ وأما الرهبة الثانية التي هي لتحقيق تقليب العلم فيخاف من عدم علمه بعلم الله فيه هل هو ممن يستبدل أم لا قال تعالى وإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ فقد أعطى السبب وهو التولي وقد أعطى العلامة وهو عدم التولي عن الذكر لا عن الله فإن التولي عن الله لا يصح ولهذا قال لنبيه فَأَعْرِضْ عَنْ من تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنا كيف يتولى عمن هو بالمرصاد والكل في قبضته وبعينه ولما كان مشهده تقليب العلم بتقليب المعلوم فإن العلم يتعلق به بحسب ما هو عليه فتغير التعلق لتغير المتعلق لا لتغير العلم فرهبته من تقليب العلم عين رهبته مما يقع منه فإن العلم لا حكم له في التقليب على الحقيقة وإنما التقليب لموجد عين الفعل الذي يوقع الرهبة في القلب وهو كونه قادرا ويتعلق العلم بذلك الانقلاب والمنقلب إليه قال تعالى ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ أي إذا ظهر منكم عند الابتلاء بالتكليف ما يكون منكم من مخالفة أو طاعة يتعلق العلم مني عند ذلك به كان ما كان وحضرة تقليب العلم قوله يَمْحُوا الله ما يَشاءُ ويُثْبِتُ فذكر المحو بعد الكتابة ويثبت ما شاء مما كتبه وعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ وهي السابقة التي لا تتبدل ولا تمحى فلما علم عز وجل ما يمحو من ذلك بعد كتابته وما يثبت أضيف التقليب إلى العلم والتحقيق ما ذكرناه من تغيير التعلق وعدم التقليب في العلم وأما قوله تعالى عَلِمَ الله أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فما أراد هنا تعلق علمه تعالى بأنهم يختانون أنفسهم وإنما المستقبل هنا بمعنى الماضي فإن اللسان العربي يجي‏ء فيه المستقبل ببنية الماضي إذا كان متحققا كقوله تعالى أَتى‏ أَمْرُ الله فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ وشبهه وقد كان الحق كلفهم قبل هذا التعريف أن لا يباشر الصائم امرأته ليلة صومه فمنهم من تعدى حد الله في ذلك فلما علم الله ذلك عفا عمن وقع منه ذلك وأحل له الجماع ليلة صومه إلا أن يكون معتكفا في المسجد فما خفف عنهم حتى وقع منهم ذلك ومن من شأنه مثل هذا الواقع فإنه لا يزال يتوقع منه مثله فأبيح له رحمة به حتى إذا وقع منه ذلك كان حلالا له ومباحا وتزول عنه صفة الخيانة فإن الدين أمانة عند المكلف وأما الرهبة لتحقيق أمر السبق فلقوله تعالى ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وقوله لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله وإن كان يسوغ في هذه الآية أن كلمات الله عبارة عن الموجودات كما قال في عيسى إنه‏

كَلِمَتُهُ أَلْقاها إِلى‏ مَرْيَمَ فنفى أن يكون للموجودات تبديل بل التبديل لله ولا سيما وظاهر الآية يدل على هذا التأويل وهو قوله فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ الله أي ليس لهم في ذلك تبديل وهذه بشرى من الله بأن الله ما فطرنا إلا على الإقرار بربوبيته فما يتبدل ذلك الإقرار بما ظهر من الشرك بعد ذلك في بعض الناس لأن الله نفى عنهم أن يكون لهم تبديل في ذلك بل هم على فطرتهم‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!