فهم في تجارتهم في ذكر اللّٰه لأن التجارة على الحد المرسوم الإلهي من ذكر اللّٰه كما «قالت عائشة عن رسول اللّٰه ﷺ أنه كان يذكر اللّٰه على كل أحيانه مع كونه يمازح العجوز و الصغير» و كل ذلك عند العالم ذكر اللّٰه لأنه ما من شيء إلا و هو يذكر بالله فمن رأى شيئا لا يذكر اللّٰه عند رؤيته فما رآه فإن اللّٰه ما وضعه في الوجود إلا مذكرا فلم تلههم التجارة و لا البيع عن ذكر اللّٰه و كذلك ﴿رِجٰالٌ صَدَقُوا مٰا عٰاهَدُوا اللّٰهَ عَلَيْهِ﴾ [الأحزاب:23] في أخذ الميثاق الذي أخذ اللّٰه عليهم فوفوا به و قيل فيهم صدقوا لأنهم غالبوا فيه و في الوفاء به الدعاوي المركوزة في النفوس التي أخرجت بعض من أخذ عليه الميثاق أو أكثره عن الوفاء ﴿بِمٰا عٰاهَدَ عَلَيْهُ اللّٰهَ﴾ [الفتح:10] فليس الرجل إلا من صدق مع اللّٰه في الوفاء بما أخذ عليه كما صدق النبي فيما أخذ اللّٰه عليه في ميثاق النبيين و المرسلين و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية