﴿لَكُمْ فِيهٰا مٰا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ﴾ [فصلت:31] و قوله ﴿إِنَّ أَصْحٰابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فٰاكِهُونَ﴾ [يس:55] و ارتفع الحجر فربما يقام العبد في دار التكليف في هذا الموطن فيريد التصرف فيه كما تعطيه حقيقته و لكن في موطنه فيسقط حرمات اللّٰه في ذلك فلا يرفع بها رأسا و لا يجد لها تعظيما فيفقد خيرها إذا لم يعظمها عند ربه كما قال ﴿وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحج:30] و إنما قال هذا و لم يتوعد بسبب أن أصحاب الأحوال إذا غلبت عليهم كانوا أمثال المجانين ارتفع عنهم القلم فيفوتهم لذلك خير كثير عند اللّٰه و لهذا لا يطلب الحال أحد من الأكابر و إنما يطلب المقام و نحن في دار التكليف فما فاتنا في هذه الدار من ذلك فقد فاتنا خيره هنالك فنعلم قطعا أنا لسنا من أهل العناية عند اللّٰه بفوت هذا الخير هذا إذا لم تتعمل في تحصيل هذا الحال الذي يفوتنا هذا الخير فكيف بنا إذا اتصفنا بهذا الحكم المفوت للخير عن نظر في أصول الأمور حين نعرف بعض حقائقها فيكون في ذلك البعض المفوت لنا هذا الخير و قد رأينا منهم جماعة كثيرة من أصحاب النظر في ذلك من غير حال ذوقي اللّٰه يعيذنا منه حالا و نظرا و لما كان الدليل يشرف بشرف المدلول و العالم دليل على وجود اللّٰه فالعالم شريف كله فلا يحتقر شيء منه و لا يستهان به هذا إذا أخذناه من جهة النظر الفكري و هو في القرآن في قوله ﴿أَ فَلاٰ يَنْظُرُونَ﴾ [الغاشية:17]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية