﴿طسم﴾ [الشعراء:1] الشعراء و القصص و العنكبوت و لقمان و الروم و السجدة و منها منازل ظهر فيها أربعة هم ﴿المص﴾ [البقرة:126] الأعراف و ﴿المر﴾ [البقرة:102] الرعد و منازل ظهر فيها خمسة و هي مريم و الشورى و جميعها ثمان و عشرون سورة على عدد منازل السماء سواء فمنها ما يتكرر في المنازل و منها ما لا يتكرر فصورها مع التكرار تسعة و سبعون ملكا بيد كل ملك شعبة من الايمان و «إن الايمان بضع و سبعون شعبة أرفعها لا إله إلا اللّٰه و أدناها إماطة الأذى عن الطريق» و البضع من واحد إلى تسعة فقد استوفى غاية البضع فمن نظر في هذه الحرف بهذا الباب الذي فتحت له يرى عجائب و تكون هذه الأرواح الملكية التي هذه الحروف أجسامها تحت تسخيره و بما بيدها من شعب الايمان تمده و تحفظ عليه إيمانه و هذا كله من النفس الرحماني الذي نفس اللّٰه به عن خلقه و اعلم أن هذه الحروف الأربعة عشر التي في أوائل السور كل حرف منها له ظاهر و هو صورته و له باطن و هو روحه و لكل حرف ليلة من الشهر أعني الشهر الذي يعرف بالقمر فإذا مشى القمر و قطع في سيره أربع عشرة منزلة أعطى في كل حرف من هذه الحروف من حيث صورها قوتين من حيث ذاته و من حيث نوره و أعطاه قوتين أخريين من حيث المنزلة التي نزل بها و من حيث البرج الذي لتلك المنزلة و لكن بقدر ما لتلك المنزلة من البرج فيصير في ذلك الحرف أربع قوى فيكون عمله أقوى من عمل كل واحد من أصحاب هذه القوي و يكون عمله في ظهور أعيان المطلوب فإذا أخذ القمر في النقص فقد أخذ في روحانية هذه الحروف إلى أن يكملها بكمال المنازل فتلك ثمان و عشرون و القوي مثل القوي إلا أنه يكون العمل غير العمل فالعمل الظاهر في المنافع و العمل الثاني في دفع المضار و في قوة النور الذي للقمر لهذا الحرف مراتب بحسب المنزلة و البرج الذي تكون فيه الشمس و اتصالات القمر بالمنزلة في تسديسها و تربيعها و تثليثها و مقابلتها و مقارنتها فتختلف الأحكام باختلاف ذلك هذا للحرف من قوة النور القمري فالعمل بالحروف يحتاج إلى علم دقيق فهذه القوي تحصل للحرف من سير القمر و قد ذكرنا حرف كل منزلة و أما لام ألف فمرتبته مرتبة الجوزهر و هو من الحروف المركبة أنزلوه منزلة الحرف الواحد لكمال نشأة الحروف و لهذا الحرف ليلة السرار الذي يكون للقمر فإن كسف القمر الشمس فذلك أسعد الحالات و أقواها في العمل بلام ألف و إن لم يكسفها ضعف عمله بقدر ما نزل عنها و كذلك اتصالات القمر بالخمسة لها أثر في الحرف على ما وقع عليه اتصاله بذلك الكوكب من الأحكام الخمسة كما كان حاله مع الشمس و يعتبر العامل أيضا شرف القمر و هبوطه و كونه خالي السير و بعيد النور و كونه مع الرأس و كونه مع الذنب لأن اللّٰه ما قدر هذا القمر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية