[تكوين الجسم الثالث]
﴿فَلَمّٰا تَغَشّٰاهٰا﴾ [الأعراف:189] و ألقى الماء في الرحم و دار بتلك النطفة من الماء دم الحيض الذي كتبه اللّٰه على النساء تكون في ذلك الجسم جسم ثالث على غير ما تكون منه جسم آدم و جسم حواء فهذا هو الجسم الثالث فتولاه اللّٰه بالنشء في الرحم حالا بعد حال بالانتقال من ماء إلى نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظم ثم كسا العظم لحما فلما أتم نشأته الحيوانية أنشأه خلقا آخر فنفخ فيه الروح الإنساني ﴿فَتَبٰارَكَ اللّٰهُ أَحْسَنُ الْخٰالِقِينَ﴾ [المؤمنون:14] و لو لا طول الأمر لبينا تكوينه في الرحم حالا بعد حال و من يتولى ذلك من الملائكة الموكلين بإنشاء الصور في الأرحام إلى حين الخروج و لكن كان الغرض الإعلام بأن الأجسام الإنسانية و إن كانت واحدة في الحد و الحقيقة و الصور الحسية و المعنوية فإن أسباب تأليفها مختلفة لئلا يتخيل أن ذلك لذات السبب تعالى اللّٰه بل ذلك راجع إلى فاعل مختار يفعل ما يشاء كيف يشاء من غير تحجير و لا قصور على أمر دون أمر ﴿لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:6]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية