﴿جٰادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:125] و قال ﴿لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ﴾ [آل عمران:159] هذه هي الصفة اللازمة التي ينبغي أن يكون الداعي عليها و لا يجعل في نفسه عند دعائه لمن هذه نعوته من عباد اللّٰه طمعا فيما في أيديهم من عرض الدنيا و لا فيما هو عليه من الجاه فإن العزة لله ﴿وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون:8] فلا تخلعن ثوبا ألبسكه اللّٰه و ليس له تصرف إلا في هذا الموطن فهذا معنى الحكمة و «ما عتب اللّٰه نبيه ﷺ في الأول إلا لعزة قامت بنفس أولئك النفر مثل الأقرع بن حابس و غيره فقالوا لو أفرد لنا محمد مجلسا جلسنا إليه فإنا نأنف أن نجالس هؤلاء الأعبد يعنون بذلك بلالا و خبابا و غيرهما فرغب النبي ﷺ لحرصه على إيمانهم و لعلمه أنه يرجع لرجوعهم إلى اللّٰه بشر كثير فأجابهم إلى ما سألوا و تصدى إليهم لما حضروا و أعرض عن الفقراء فانكسرت قلوبهم لذلك فأنزل اللّٰه ما أنزل جبرا لقلوب الفقراء فانكسر الباقي من نفوس أولئك الأغنياء الأعزاء» و قيل له
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية