«فقال ﷺ إن اللّٰه أدبني فأحسن أدبي»
[من مكارم الأخلاق الإقبال على الفقراء و الإعراض عن الأغنياء]
فمن مكارم الأخلاق الإقبال على الفقراء و الإعراض عن الأغنياء بالعرض من جاه أو مال فإذا رىء ممن هذه صفته الفقر و الذلة بنزوله عن هاتين المرتبتين وجب على أهل اللّٰه الإقبال عليهم فإنهم إن أقبلوا عليهم و هم مستحضرون لما هم عليه من الجاه و المال تخيلوا أن إقبال أهل اللّٰه عليهم لجاههم و لمالهم فيزيدون رغبة في بقاء ما هم عليه فلذلك منع اللّٰه أهله أن يقبلوا عليهم إلا بصفة الزهد فيهم فإذا اجتمع في مجلس أهل اللّٰه من هو فقير ذليل منكسر و غني بماله ذو جاه في الدنيا أظهر القبول و الإقبال على الفقير أكثر من إظهاره على الغني ذي الجاه لأنه المقصود بالأدب الذي أدب اللّٰه تعالى به نبيه ﷺ غير إن صاحب هذه الصفة يحتاج إلى ميزان الحق في ذلك فإن غفل عنه كان الخطاء أسرع إليه من كل شيء و صورة الوزن فيه أن لا يرى في نفسه شغفا عليه و لا يخاطبه أعني لا يخاطب هذا الغني و لا ذا الجاه بصفة قهر تذله فإنه لا يذل تحتها بل ينفر و يزيد عظمة و أنت مأمور بالدعوة إلى اللّٰه فادعوه كما أمر اللّٰه نبيه ﷺ أن يدعو الناس تعليما له و لنا فإنا مخاطبون بالدعاء إلى اللّٰه كما قال ﴿أَدْعُوا إِلَى اللّٰهِ عَلىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي﴾ و قال له ﴿اُدْعُ إِلىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ [النحل:125] فإن جادلوك ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية