و كلا الفريقين صادق في حاله و صاحب دليل إلهي فيما نسب إليه
[حب العارف من أي نسبة هو]
فلو لا المحبة ما فرضت الزكاة ليثابوا ثواب من رزئ في محبوبه و لو لا المناسبة بين المحب و المحبوب لما كانت محبة و لا تصور وجودها و من هنا تعلم حب العارف للمال من أي نسبة هو و حبه لله من أي نسبة هو و لا يقدح حبه في المال و الدنيا في حبه لله و للآخرة فإن ما يحبه منه لأمر ما إلا ما يناسب ذلك الأمر في الإلهيات و في العالم حبوا اللّٰه لما يغذوكم به من نعمه فصحت المناسبة
[المعرفة مال العارف و زكاتها التعليم]
و من نعمه المعرفة به و العارف يطلبها منه فهي نسبة فقير إلى غني يطلب منه ما بيده له ليحصله فما طلب منه إلا أمرا حادثا إذ معرفة المحدث بالقديم معرفة حادثة فالمناسبة بينه و بين المعرفة الحدوث و هي بيد المعروف فيتعلق الحب بالمعروف لهذه المناسبة و المعرفة به لا تنقضي و لا تتناهى فالحب لا ينقضي و حصول مثل هذه المعرفة عن التجلي فالتجلي لا ينقضي فالمعرفة مال العارف و زكاة هذا المال التعليم و هي درجة إلهية قال تعالى ﴿وَ اتَّقُوا اللّٰهَ وَ يُعَلِّمُكُمُ اللّٰهُ﴾ [البقرة:282]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية