المدبرة لجسمه و قواه النفس الجزئية التي هي نفس الإنسان هي ولد جسمه الطبيعي فهو أمها و الروح الإلهي أبوها و لهذا تقول في مناجاتها ربنا و رب آبائنا العلويات و أمهاتنا السفليات ﴿فَإِذٰا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي﴾ [الحجر:29] مريم ﴿أَحْصَنَتْ فَرْجَهٰا فَنَفَخْنٰا فِيهِ مِنْ رُوحِنٰا﴾ [التحريم:12] فكان عيسى عليه السلام ولدها و هي أمه
[الولد اليتيم الذي لا أب له]
الجسم المسوي نفخ فيه من الروح نفسا فالجسم أم و المنفوخ منه أب غير أن هذا الولد كاليتيم الذي لا أب له لأن عقله لم يستحكم بالنظر إليه فكأنه لا عقل له فهو بمنزلة الصغير الذي لا أب له يعلمه و يؤدبه فتسوسه نفسه النباتية التي هي جسمه بما خلقها اللّٰه عليه من صلاح المزاج فتكون القوي الباطنة و الظاهرة في غاية الصفاء و الاعتدال فتفيد النفس من العلوم التي هي بمنزلة صدقة المرأة على ولدها اليتيم فيحصل لهذا الشخص من جهة جسمه من العلم الإلهي جزاء لما تصدق به على نفسه ما لا يقدر قدره إلا اللّٰه «قالت أم سلمة زوج النبي صلى اللّٰه عليه و سلم هل لي أجر في بنى أبي سلمة أنفق عليهم و لست بتاركتهم هكذا و هكذا إنما هم بني قال نعم لك فيهم أجر ما أنفقت عليهم خرجه مسلم في صحيحه»
(وصل في فصل المتصدق بالحكمة على من هو أهل لها)
id="p6091" class=" G" /> و هي الصدقة على المحتاجين
[الحكمة لا ينبغي أن يتعدى بها أهلها]
قال تعالى ﴿أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدىٰ﴾
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية