﴿وَ أَنْفِقُوا مِمّٰا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد:7] أي هذا المال ما لكم منه إلا ما تنفقون منه و هو التصرف فيه كصورة الوكلاء و المال لله و ما تبخلون به فإنكم تبخلون بما لا تملكون لكونكم فيه خلفاء و على ما بأيديكم منه أمناء فنبههم بأنهم مستخلفون فيه و ذلك لتسهل عليهم الصدقات رحمة بهم يقول اللّٰه كما أمرناكم أن تنفقوا مما أنتم مستخلفون فيه من الأموال أمرنا رسولنا و نوابنا فيكم أن يأخذوا من هذه الأموال التي لنا بأيديكم مقدارا معلوما سميناه زكاة يعود خيرها عليكم فما تصرف نوابنا فيما هو لكم ملك و إنما تصرفوا فيما أنتم فيه مستخلفون كما أيضا أبحنا لكم التصرف فيه فلما ذا يصعب عليكم فالمؤمن لا مال له و له المال كله عاجلا و آجلا
[الزكاة من حيث هي صدقة شديدة على النفس]
فقد أعلمتك أن الزكاة من حيث ما هي صدقة شديدة على النفس فإذا أخرج الإنسان الصدقة تضاعف له الأجر فإن له أجر المشقة و أجر الإخراج و إن أخرجها عن غير مشقة فهذا فوق تضاعف الأجر بما لا يقاس و لا يحد كما ورد في الماهر بالقرآن أنه ملحق بالملائكة السفرة الكرام و الذي يتتعتع عليه القرآن يضاعف له الأجر للمشقة التي ينالها في تحصيله و درسه فله أجر المشقة و أجر التلاوة
[الزكاة بركة في المال و طهارة للنفس]
و الزكاة بمعنى التطهير و التقديس فلما أزال اللّٰه عن معطيها من إطلاق اسم البخل و الشح عليه فلا حكم للبخل و الشح فيه و بما في الزكاة من النمو و البركة سميت زكاة لأن اللّٰه يربيها كما قال
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية