و قال ﴿خٰاشِعِينَ لِلّٰهِ﴾ [آل عمران:199] و قال أعني في عكس الصفة عليهم ﴿يَخٰافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصٰارُ﴾ [النور:37] و قال في حق الأشقياء في الدار الآخرة ﴿خٰاشِعِينَ مِنَ الذُّلِّ يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍّ﴾ [الشورى:45] و قال ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خٰاشِعَةٌ عٰامِلَةٌ نٰاصِبَةٌ تَصْلىٰ نٰاراً حٰامِيَةً﴾ و تحويل آخر و هو أن يتصف العبد السعيد في الآخرة بما يتصف به العبد الشقي في الدنيا في الثروة و الملك و السلطان فينقلب إليه المؤمن في الآخرة و يتحول إليه و يتحول عنه الكافر في الآخرة فيظهر المؤمن في الآخرة بنعيم الكافر الشقي في الدنيا و يظهر الكافر المنعم في الدنيا في الآخرة بصفة الشقاء و البؤس الذي كان فيه المؤمن في الدنيا فهذا اعتبار اليمين و الشمال في تحويل الرداء
(وصل في اعتبار وقت التحويل
و هو في الاستسقاء في أول الخطبة أو بعد مضى صدر الخطبة)فاعلم أن اعتبار التحويل في أول الخطبة هو أن يكون الإنسان في حال نظره لربه بربه فينظر في أول الخطبة لربه بنفسه و هو قوله في أول الصلاة حمدني عبدي فلو كان حال المصلي في وقت الحمد حال فناء بمشاهدة ربه أنه تعالى حمد نفسه على لسان عبده لم يصدق من جميع الوجوه حمدني عبدي و هو الصادق سبحانه في قوله حمدني عبدي فلا بد أن يكون العبد يشاهد نفسه في حمده ربه و هو صدق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية