[معنى يوم القيامة]
اعلم أنه إنما سمي هذا اليوم يوم القيامة لقيام الناس فيه من قبورهم لرب العالمين في النشأة الآخرة التي ذكرناها في البرزخ في الباب الذي قبل هذا الباب و لقيامهم أيضا إذا جاء الحق للفصل و القضاء ﴿وَ الْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ [الفجر:22] قال اللّٰه تعالى ﴿يَوْمَ يَقُومُ النّٰاسُ لِرَبِّ الْعٰالَمِينَ﴾ [المطففين:6] أي من أجل رب العالمين حين يأتي و جاء بالاسم الرب إذ كان الرب المالك فله صفة القهر و له صفة الرحمة و لم يأت بالاسم الرحمن لأنه لا بد من الغضب في ذلك اليوم كما سيرد في هذا الباب و لا بد من الحساب و الإتيان بجهنم و الموازين و هذه كلها ليست من صفات الرحمة المطلقة التي يطلبها الاسم الرحمن غير أنه سبحانه أتى باسم إلهي تكون الرحمة فيه أغلب و هو الاسم الرب فإنه من الإصلاح و التربية فتقوى ما في المالك و السيد من فضل الرحمة على ما فيه من صفة القهر فتسبق رحمته غضبه و يكثر التجاوز عن سيئات أكثر الناس
[ظواهر القيامة و مشاهدها]
فأول ما أبين و أقول ما قال اللّٰه في ذلك اليوم من امتداد الأرض و قبض السماء و سقوطها على الأرض و مجيء الملائكة و مجيء الرب في ذلك اليوم و أين يكون الخلق حين تمد الأرض و تبدل صورتها و تجيء جهنم و ما يكون من شأنها ثم أسوق حديث مواقف القيامة في
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية