«وجاء ربك» أي أمره «والملك» أي الملائكة «صفا صفا» حال، أي مصطفين أو ذوي صفوف كثيرة.
فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29)
فلم تنسب ولا انتمت إلى غيره ، ممن اتخذ إلهه هواه .
------------
(29 - 30) الفتوحات ج 2 /
396 - كتاب التدبيرات
( وجاء ربك ) يعني : لفصل القضاء بين خلقه ، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد - صلى الله عليه وسلم - بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد ، فكلهم يقول : لست بصاحب ذاكم ، حتى تنتهي النوبة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول : " أنا لها ، أنا لها " . فيذهب فيشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك ، وهي أول الشفاعات ، وهي المقام المحمود كما تقدم بيانه في سورة " سبحان " فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء ، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا .
قوله تعالى {وجاء ربك} أي أمره وقضاؤه؛ قاله الحسن. وهو من باب حذف المضاف. وقيل : أي جاءهم الرب بالآيات العظيمة؛ وهو كقوله تعالى {إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام}[
البقرة : 210]، أي بظلل. وقيل : جعل مجيء الآيات مجيئا له، تفخيما لشأن تلك الآيات. ومنه قوله تعالى في الحديث : (يا ابن آدم، مرضت فلم تعدني، واستسقيتك فلم تسقني، واستطعمتك فلم تطعمني). وقيل {وجاء ربك} أي زالت الشبه ذلك اليوم، وصارت المعارف ضرورية، كما تزول الشبه والشك عند مجيء الشيء الذي كان يشك فيه. قال أهل الإشارة : ظهرت قدرته واستولت، واللّه جل ثناؤه لا يوصف بالتحول من مكان إلى مكان، وأنى له التحول والانتقال، ولا مكان له ولا أوان، ولا يجري عليه وقت ولا زمان؛ لأن في جريان الوقت على الشيء فوت الأوقات، ومن فاته شيء فهو عاجز. قوله تعالى {والملك} أي الملائكة. {صفا صفا} أي صفوفا.{وجيء يومئذ بجهنم} قال ابن مسعود ومقاتل : تقاد جهنم بسبعين ألف زمام، كل زمام بيد سبعين ألف ملك، لها تغيظ وزفير، حتى تنصب عن يسار العرش. وفي صحيح، مسلم عن عبداللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : [يؤتى بجهنم، لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها]. وقال أبو سعيد الخدري : لما نزلت {وجيء يومئذ بجهنم} تغير لون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وعرف في وجهه. حتى اشتد على أصحابه، ثم قال : [أقرأني جبريل {كلا إذا دكت الأرض دكا دكا} ـ الآية ـ، جيء يومئذ بجهنم]. قال علي رضي اللّه عنه : قلت يا رسول اللّه، كيف يجاء بها؟ قال : (تؤتى بها تقاد بسبعين ألف زمام، يقود بكل زمام سبعون ألف ملك، فتشرد شردة لو تركت لأحرقت أهل الجمع ثم تعرض لي جهنم فتقول : ما لي ولك يا محمد، إن اللّه قد حرم لحمك علي) فلا يبقى أحد إلا قال نفسي نفسي إلا محمد صلى اللّه عليه وسلم فإنه يقول : رب أمتي رب أمتي قوله تعالى {يومئذ يتذكر الإنسان} أي يتعظ ويتوب. وهو الكافر، أو من همته معظم الدنيا. {وأنى له الذكرى} أي ومن أين له الاتعاظ والتوبة وقد فرط فيها في الدنيا. ويقال : أي ومن أين له منفعة الذكرى. فلا بد من تقدير حذف المضاف، وإلا فبين {يومئذ يتذكر} وبين {وأنى له الذكرى} تناف، قاله الزمخشري.
ما هكذا ينبغي أن يكون حالكم. فإذا زلزلت الأرض وكَسَّر بعضُها بعضًا، وجاء ربُّك لفصل القضاء بين خلقه، والملائكة صفوفًا صفوفًا، وجيء في ذلك اليوم العظيم بجهنم، يومئذ يتعظ الكافر ويتوب، وكيف ينفعه الاتعاظ والتوبة، وقد فرَّط فيهما في الدنيا، وفات أوانهما؟
ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار.
( وجاء ربك ) قال الحسن : جاء أمره وقضاؤه وقال الكلبي : ينزل ( والملك صفا صفا ) قال عطاء : يريد صفوف الملائكة ، وأهل كل سماء صف على حدة . قال الضحاك : أهل كل سماء إذا نزلوا يوم القيامة كانوا صفا مختلطين بالأرض ومن فيها فيكون سبع صفوف .
(وَجاءَ رَبُّكَ) ماض وفاعله والجملة معطوفة على قبلها (وَالْمَلَكُ) معطوف على ربك (صَفًّا صَفًّا) حالان.
Traslation and Transliteration:
Wajaa rabbuka waalmalaku saffan saffan
And thy Lord shall come with angels, rank on rank,
Ve Rabbinin emri gelip çattı da melekler, safsaf oldu mu.
et que ton Seigneur viendra ainsi que les Anges, rang par rang,
und (die Anweisung) deines HERRN und die Engel in Reihen gereiht kamen,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الفجر (Al-Fajr - The Dawn) |
ترتيبها |
89 |
عدد آياتها |
30 |
عدد كلماتها |
139 |
عدد حروفها |
573 |
معنى اسمها |
الْفَجْرُ: ضَوْءُ الصُّبْحِ، وَالمُرَادُ (بِالْفَجْرِ): وَقْتُ طُلُوعِهِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالْفَجْرِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الْفَجْرِ) |
مقاصدها |
بَيَانُ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ وَصِفَاتِهِ وَمَآلِهِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
لمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَوْ أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ أَوسَاطِ المُفَصَّل |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الفَجْرِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الغَاشِيَةِ):لَمَّا جَاءَ فِي أَوَاخِرِ (الْغاَشِيَةِ) الْأَمْرُ بِالتَّذْكِيرِ بِقَولِهِ: ﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ٢١﴾؛ ضَرَبَ لَهُ مَثَلًا لِلتَّذْكِيرِ بِالأَقوَامِ السَّابِقِينَ فِي أَوَائِلِ (الْفَجْرِ) فَقَالَ: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦﴾... الآيَاتِ |