و هي فرض و نفل فالفرض منها يسمى زكاة و النفل منها يسمى تطوعا و بالفرض منها يزول عنك اسم البخل و بصدقة التطوع منها تنال الدرجات العلى و تتصف بصفة الكرم و الجود و الإيثار و السخاء و إياك و البخل ثم إنه عليك في مالك حق زائد على الزكاة المفروضة و هو إذا رأيت أخاك المؤمن على حالة الهلاك بحيث إنك إذا لم تعطه من فضل مالك شيئا هلك هو و عائلته إن كانت له عائلة فيتعين عليك إن تواسيه إما بالهبة أو بالقرض فلا بد من العطاء و ذلك العطاء صدقة حتى إني سمعت بعض علمائنا بإشبيلية يقول في حديث هل على غيرها يعني في الزكاة المفروضة قال لا إلا أن تطوع قال لي ذلك الفقيه فيجب عليك فاستحسنت ذلك منه رحمه اللّٰه و إنما سمي اللّٰه الإنسان متصدقا و سمي ذلك العطاء صدقة فرضا كان أو نفلا لأنه أعطى ذلك عن شدة لكونه مجبولا على البخل فإن اللّٰه يقول فيه ﴿وَ إِذٰا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً﴾ [ المعارج:21] فقال ﷺ في فضل الصدقة و زمانها إن تصدق و أنت صحيح شحيح تخاف الفقر و تأمل الحياة و الغني يقول اللّٰه تعالى ﴿وَ مَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [الحشر:9] أي الناجون لأن الإنسان إذا كان له مال و يأمل الحياة فإنه يخاف أن يفتقر و يذهب ما بيده من المال بطول حياته لنوائب الزمان و أمله بطول حياته فيؤديه ذلك إلى البخل بما عنده من المال و الإمساك عن الصدقة و التوسعة على المحتاجين مما أتاه اللّٰه من الخير فهو يكنزه و لا ينفقه و لا يؤدي زكاته حتى يكوى به جنبه و جبينه و ظهره كما قال تعالى فيهم ﴿يَوْمَ يُحْمىٰ عَلَيْهٰا فِي نٰارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوىٰ بِهٰا جِبٰاهُهُمْ وَ جُنُوبُهُمْ وَ ظُهُورُهُمْ هٰذٰا مٰا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مٰا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ﴾ [التوبة:35] فلهذا العطاء عن شدة سميت صدقة يقال رمح صدق أي صلب و قد ضرب رسول اللّٰه ﷺ مثلا في البخيل و المتصدق
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية