«وامرأته» عطف على ضمير يصلى سوغه الفصل بالمفعول وصفته وهي أم جميل «حمالة» بالرفع والنصب «الحطب» الشوك والسعدان تلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (2)
[ من اعتمد على غير اللّه في أموره خسر : ]
فإنه كان معتمدا على ماله ، فمن اعتمد على غير اللّه في أموره خسر :
التب من صفة اليدين لأنها *** جادت على الكفار بالإنفاق
وكلاهما عين الهلاك ونفسه ***فالهلك في الأملاك والإرفاق
------------
(2) الفتوحات ج 2 /
611 - الديوان / 178 - كتاب الأعلاق
( وامرأته حمالة الحطب ) وكانت زوجته من سادات نساء قريش ، وهي : أم جميل ، واسمها أروى بنت حرب بن أمية ، وهي أخت أبي سفيان . وكانت عونا لزوجها على كفره وجحوده وعناده ; فلهذا تكون يوم القيامة عونا عليه في عذابه في نار جهنم . ولهذا قال : ( حمالة الحطب
قوله تعالى {وامرأته} أم جميل. وقال ابن العربي : العوراء أم قبيح، وكانت عوراء. {حمالة الحطب} قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي : كانت تمشي بالنميمة بين الناس؛ تقول العرب : فلان يحطب على فلان : إذا ورش عليه. قال الشاعر : إن بني الأدرم حمالو الحطب ** هم الوشاة في الرضا وفي الغضب عليهم اللعنة تترى والحرب وقال آخر : من البيض لم تصطد على ظهر لأمة ** ولم تمش بين الحي بالحطب الرطب يعني : لم تمش بالنمائم، وجعل الحطب رطبا ليدل على التدخين، الذي هو زيادة في الشر. وقال أكثم بن صيفي لبنيه : إياكم والنميمة فإنها نار محرقة، وإن النمام ليعمل في ساعة مالا يعمل الساحر في شهر. أخذه بعض الشعراء فقال : إن النميمة نار ويك محرقة ** ففر عنها وجانب من تعاطاها ولذلك قيل : نار الحقد لا تخبو. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة نمام). وقال : (ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيها). وقال عليه الصلاة والسلام : (من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه). وقال كعب الأحبار : أصاب بني إسرائيل قحط، فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات فلم يستسقوا. فقال موسى : (إلهي عبادك) فأوحى الله إليه : (إني لا أستجيب لك ولا لمن معك لأن فيهم رجلا نماما، قد أصر على النميمة). فقال موسى : (يا رب من هو حتى نخرجه من بيننا)؟ فقال : (يا موسى أنهاك عن النميمة وأكون نماما) قال : فتابوا بأجمعهم، فسقوا. والنميمة من الكبائر، لا خلاف في ذلك؛ حيث قال الفضيل بن عياض : ثلاث تهد العمل الصالح ويفطرون الصائم، وينقضن الوضوء : الغيبة، والنميمة، والكذب. وقال عطاء بن السائب : ذكرت للشعبي قول النبي صلى الله عليه وسلم : (لا يدخل الجنة سافك دم، ولا مشاء بنميمة، ولا تاجر يربي) فقلت : يا أبا عمرو، قرن النمام بالقاتل وآكل الربا؟ فقال : وهل تسفك الدماء، وتنتهب الأموال، وتهيج الأمور العظام، إلا من أجل النميمة. وقال قتادة وغيره : كانت تعير رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر. ثم كانت مع كثرة ما لها تحمل الحطب على ظهرها؛ لشدة بخلها، فعيرت بالبخل. وقال ابن زيد والضحاك : كانت تحمل العضاه والشوك، فتطرحه بالليل على طريق النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؛ وقاله ابن عباس. قال الربيع : فكان النبي صلى الله عليه وسلم يطؤه كما يطأ الحرير. وقال مرة الهمداني : كانت أم جميل تأتي كل يوم بإباله من الحسك، فتطرحها على طريق المسلمين، فبينما هي حاملة ذات يوم حزمة أعيت، فقعدت على حجر لتستريح، فجذبها الملك من خلفها فأهلكها. وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا والذنوب؛ من قولهم : فلان يحتطب على ظهره؛ دليله قوله تعالى {وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم}[
الأنعام : 31]. وقيل : المعنى حمالة الحطب في النار؛ وفيه بعد. وقراءة العامة {حمالة} بالرفع، على أن يكون خبرا {وامرأته} مبتدأ. ويكون {في جيدها حبل من مسد} جملة في موضع الحال من المضمر في {حمالة}. أو خبرا ثانيا. أو يكون {حمالة الحطب} نعتا لامرأته. والخبر {في جيدها حبل من مسد}؛ فيوقف - على هذا - على {ذات لهب}. ويجوز أن يكون {وامرأته} معطوفة على المضمر في {سيصلى} فلا يوقف على {ذات لهب} ويوقف على {وامرأته} وتكون {حمالة الحطب} خبر ابتداء محذوف. وقرأ عاصم {حمالة الحطب} بالنصب على الذم، كأنها اشتهرت بذلك، فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص، كقوله تعالى {حمالة الحطب} بالنصب على الذم، وقرأ أبو قلابة {حاملة الحطب}.
سيدخل نارًا متأججة، هو وامرأته التي كانت تحمل الشوك، فتطرحه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأذيَّته.
هو { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } .
وكانت أيضًا شديدة الأذية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، تتعاون هي وزوجها على الإثم والعدوان، وتلقي الشر، وتسعى غاية ما تقدر عليه في أذية الرسول صلى الله عليه وسلم،
( وامرأته ) أم جميل بنت حرب بن أمية أخت أبي سفيان ( حمالة الحطب ) قال ابن زيد والضحاك : كانت تحمل الشوك والعضاة فتطرحه في طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وأصحابه لتعقرهم ، وهي رواية عطية عن ابن عباس .
وقال قتادة ، ومجاهد ، والسدي : كانت تمشي بالنميمة وتنقل الحديث فتلقي العداوة بين الناس ، وتوقد نارها كما توقد النار [ بالحطب ] . يقال : فلان يحطب على فلان ، إذا كان يغري به .
وقال سعيد بن جبير : حمالة الخطايا ، دليله : قوله : " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم " ( الأنعام - 31 ) .
قرأ عاصم " حمالة " بالنصب على الذم ، كقوله : " ملعونين " .
وقرأ . الآخرون بالرفع ، وله وجهان : أحدهما سيصلى نارا هو وامرأته حمالة الحطب . والثاني : وامرأته حمالة الحطب في النار أيضا .
(وَامْرَأَتُهُ) الواو حرف استئناف ومبتدأ (حَمَّالَةَ) مفعول به لفعل محذوف تقديره: أذم حمالة (الْحَطَبِ) مضاف إليه.
Traslation and Transliteration:
Waimraatuhu hammalata alhatabi
And his wife, the wood-carrier,
Ve odun hamalı, karısı da.
de même sa femme, la porteuse de bois,
sowie seine Ehefrau, die Trägerin des Holzes,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة المسد (Al-Masad - The Palm Fiber, Flame) |
ترتيبها |
111 |
عدد آياتها |
5 |
عدد كلماتها |
29 |
عدد حروفها |
81 |
معنى اسمها |
(الْمَسَدُ): حَبْلٌ مِنْ لِيفٍ أَوْ خُوصٍ |
سبب تسميتها |
نِسْبَةٌ إِلَى نَوعِ الْعَذَابِ (بِالْمَسَدِ) الَّذِي يُلَازِمُ زَوجَةَ أَبِي لَهَبٍ فِي النَّارِ |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الْمَسَدِ)، وَتُسَمَّى سُورَةَ (تَبَّتْ)، وَسُورَةَ (الْلَّهَبِ) |
مقاصدها |
تَقْرِيرُ عَاقِبَةِ رُؤَسَاءِ الْفِتَنِ وَالْمُكَذِّبِينَ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ ﷺ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمَّا وَقَفَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَى جَبَلِ الصَّفَا يَدْعُو عَشِيرَتَهُ وَيُنْذِرُهُمْ مِنْ عَذَابِ اللهِ، قَالَ لَهُ عَمُّهُ أُبُو لَهَبٍ: «تَبًّا لَكَ سَائِرَ الْيَومِ، أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا!؟» فَنَزَلَتْ: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ وَتَبَّ ١﴾. (رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسْلِم) |
فضلها |
لَمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَو أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ قِصَارِ المُفَصَّلِ |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (المَسَدِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (النَّصرِ):اسْتَثْنَتْ سُورَةُ (الْمَسَدِ) مِثَالَيْنِ هَالِكَينِ مِنْ بِشَارَةِ (النَّصْرِ) قَبْلَهَ |