«فكذبوه» في قوله ذلك عن الله المرتب عليه نزول العذاب بهم إن خالفوه «فعقروها» قتلوها ليسلم لهم ماء شربها «فدمدم» أطبق «عليهم ربهم» العذاب «بذنبهم فسواها» أي الدمدمة عليهم، أي عمهم بها فلم يفلت منهم أحد.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاه (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياه (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) وَلا يَخافُ عُقْباه (15)
إذا نهيت النفس عن هواها *** كانت لها جناته مأواه
بها حباها اللّه إذ حباه ***وكان في فردوسه مثواه
أقسمت بالشمس التي أجراها *** قسما وبالبدر إذا تلاه
وليله المظلم إذ يغشاها *** وبالنهار حين ما جلاه
وحكمة اللّه التي أخفاها *** عن العيون حين ما أبداه
وبالسماوات ومن بناها *** وفوق أرض فرشه علّاه
لتبلغن اليوم منتهاها *** حتى نراها بلغت مناه
حين رأت ما قدمت يداه ***من كل خير منه قد أتاه
بأطعمة قد بلغت إناها *** ما كان أحلاها وما أشهاه
(92) سورة الليل مكيّة
------------
(15) الفتوحات ج 4 /
428
قال الله : ( فكذبوه فعقروها ) أي : كذبوه فيما جاءهم به فأعقبهم ذلك أن عقروا الناقة التي أخرجها الله من الصخرة آية لهم وحجة عليهم ، ( فدمدم عليهم ربهم بذنبهم ) أي : غضب عليهم ، فدمر عليهم ، ( فسواها ) أي : فجعل العقوبة نازلة عليهم على السواء .
قال قتادة : بلغنا أن أحيمر ثمود لم يعقر الناقة حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم ، وذكرهم وأنثاهم ، فلما اشترك القوم في عقرها دمدم الله عليهم بذنوبهم فسواها .
قوله تعالى {كذبت ثمود بطغواها} أي بطغيانها، وهو خروجها عن الحد في العصيان؛ قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. وعن ابن عباس {بطغواها} أي بعذابها الذي وعدت به. قال : وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوي؛ لأنه طغى عليهم. وقال محمد بن كعب {بطغواها} بأجمعها. وقيل : هو مصدر، وخرج على هذا المخرج، لأنه أشكل برؤوس الآي. وقيل : الأصل بطغياها، إلا أن {فعلى} إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا، ليفصل بين الاسم والوصف. وقراءة العامة بفتح الطاء. وقرأ الحسن والجحدري وحماد بن سلمة (بضم الطاء) على أنه مصدر؛ كالرجعي والحسني وشبههما في المصادر. وقيل : هما لغتان. {إذ انبعث} أي نهض. {أشقاها} لعقر الناقة. واسمه قدار بن سالف. وقد مضى في الأعراف بيان هذا، وهل كان واحدا أو جماعة. وفي البخاري عن عبدالله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [أتدري من أشقى الأولين] قلت : الله ورسوله أعلم. قال : [قاتلك]. قوله تعالى {فقال لهم رسول الله} يعني صالحا. {ناقة الله} {ناقة} منصوب على التحذير؛ كقولك : الأسد الأسد، والصبي الصبي، والحذار الحذار. أي احذروا ناقة الله؛ أي عقرها. وقيل : ذروا ناقة الله، كما قال{هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم}. [
الأعراف : 73]. {وسقياها} أي ذروها وشربها. وقد مضى في سورة [الشعراء] بيانه والحمد لله. وأيضا في سورة {اقتربت الساعة}[
القمر : 1]. فإنهم لما اقترحوا الناقة، وأخرجها لهم من الصخرة، جعل لهم شرب يوم من بئرهم، ولها شرب يوم مكان ذلك، فشق ذلك عليهم. {فكذبوه} أي كذبوا صالحا عليه السلام في قوله لهم : [إنكم تعذبون إن عقرتموها]. {فعقروها} أي عقرها الأشقى. وأضيف إلى الكل، لأنهم رضوا بفعله. وقال قتادة : ذكر لنا أنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم. وقال الفراء : عقرها اثنان : والعرب تقول : هذان أفضل الناس، وهذان خير الناس، وهذه المرأة أشقى القوم؛ فلهذا لم يقل : أشقياها. قوله تعالى {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم} أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب بذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب والعقر. وروى الضحاك عن ابن عباس قال : دمدم عليهم قال : دمر عليهم ربهم بذنبهم؛ أي بجرمهم. وقال الفراء : دمدم أي أرجف. وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده. ويقال : دممت على الشيء أي أطبقت عليه، ودمم عليه القبر : أطبقه. وناقة مدومة : ألبسها الشحم. فإذا كررت الإطباق قلت : دمدمت. والدمدمة : إهلاك باستئصال؛ قاله المؤرج. وفي الصحاح : ودمدمت الشيء : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته. ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم. القشيري : وقيل دمدمت على الميت التراب : أي سويت عليه. فقوله {فدمدم عليهم} أي أهلكهم، فجعلهم تحت التراب. وقال ابن الأنباري : دمدم أي غضب. والدمدمة : الكلام الذي يزعج الرجل. وقال بعض اللغويين : الدمدمة : الإدامة؛ تقول العرب : ناقة مدمدمة أي سمينة. {فسواها} أي سوى عليهم الأرض. وعلى الأول {فسواها} أي فسوى الدمدمة والإهلاك عليهم. وذلك أن الصيحة أهلكتهم، فأتت على صغيرهم وكبيرهم. وقيل {فسواها} أي فسوى الأمة في إنزال العذاب بهم، صغيرهم وكبيرهم، وضيعهم وشريفهم، وذكرهم وأنثاهم. وقرأ ابن الزبير {فدمدم} وهما، لغتان؛ كما يقال : امتقع لونه وانتقع.
كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان، إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة، فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم، تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها، فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم. فشق عليهم ذلك، فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها، فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم، فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.
{ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ } أي: دمر عليهم وعمهم بعقابه، وأرسل عليهم الصيحة من فوقهم، والرجفة من تحتهم، فأصبحوا جاثمين على ركبهم، لا تجد منهم داعيًا ولا مجيبا.
{ فَسَوَّاهَا } عليهم أي: سوى بينهم بالعقوبة
( فكذبوه ) يعني صالحا ، ( فعقروها ) يعني الناقة .
( فدمدم عليهم ربهم ) قال عطاء ومقاتل : فدمر عليهم ربهم فأهلكهم . قال المؤرج : الدمدمة إهلاك باستئصال . ( بذنبهم ) بتكذيبهم الرسول وعقرهم الناقة ، ( فسواها ) فسوى الدمدمة عليهم جميعا ، وعمهم بها فلم يفلت منهم أحد . وقال الفراء : سوى الأمة وأنزل العذاب بصغيرها وكبيرها ، يعني سوى بينهم .
(فَكَذَّبُوهُ) ماض وفاعله ومفعوله والجملة معطوفة على ما قبلها (فَعَقَرُوها) عطف على كذبوه بالفاء.
(فَدَمْدَمَ) ماض مبني على الفتح (عَلَيْهِمْ) متعلقان بالفعل (رَبُّهُمْ) فاعل والجملة معطوفة على ما قبلها (بِذَنْبِهِمْ) متعلقان بالفعل (فَسَوَّاها) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة معطوفة على ما قبلها.
Traslation and Transliteration:
Fakaththaboohu faAAaqarooha fadamdama AAalayhim rabbuhum bithanbihim fasawwaha
But they denied him, and they hamstrung her, so Allah doomed them for their sin and rased (their dwellings).
Derken yalanlamışlardı onu da ayaklarını kesip öldürmüşlerdi deveyi, derken Rableri de suçları yüzünden onları helak etmişti de orasını düzleyivermişti.
Mais, ils le traitèrent de menteur, et la tuèrent. Leur Seigneur les détruisit donc, pour leur péché et étendit Son châtiment sur tous.
Dann bezichtigten sie ihn der Lüge, dann verletzten sie ihm (dem Kamelweibchen) die Beine, dann richtete ihr HERR sie wegen ihrer Verfehlung zugrunde, dann ließ ER es ihnen gleichmäßig sein.
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الشمس (Ash-Shams - The Sun) |
ترتيبها |
91 |
عدد آياتها |
15 |
عدد كلماتها |
54 |
عدد حروفها |
249 |
معنى اسمها |
الشَّمْسُ: النَّجْمُ الْمُلْتَهِبُ الْمَعْرُوفُ، وَالمُرَادُ (بِالشَّمْسِ): الْقَسَمُ بِوَقْتِ طُلُوعِهَا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالشَّمْسِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الشَّمْسِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾ |
مقاصدها |
الدَّعْوَةُ إِلَى تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنْ خُسْرَانِهَا |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعْضِ آيَاتِها |
فضلها |
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (البَلدِ):لَمَّا ذُكِرَ فِي (الْبَلَدِ) خَلْقُ الْإِنْسَانِ عُمُومًا، نَاسَبَ الْقَسَمَ بِالنَّفْسِ البَشَرِيَّةِ فِي (الشَّمْسِ) |