الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة الشمس: [الآية 11]

سورة الشمس
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَىٰهَآ ﴿11﴾

تفسير الجلالين:

«كذَّبت ثمود» رسولها صالحا «بطغواها» بسبب طغيانها.

تفسير الشيخ محي الدين:

كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاه (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياه (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) وَلا يَخافُ عُقْباه (15)


إذا نهيت النفس عن هواها *** كانت لها جناته مأواه

بها حباها اللّه إذ حباه ***وكان في فردوسه مثواه

أقسمت بالشمس التي أجراها *** قسما وبالبدر إذا تلاه

وليله المظلم إذ يغشاها *** وبالنهار حين ما جلاه

وحكمة اللّه التي أخفاها *** عن العيون حين ما أبداه

وبالسماوات ومن بناها *** وفوق أرض فرشه علّاه

لتبلغن اليوم منتهاها *** حتى نراها بلغت مناه

حين رأت ما قدمت يداه ***من كل خير منه قد أتاه

بأطعمة قد بلغت إناها *** ما كان أحلاها وما أشهاه

(92) سورة الليل مكيّة

------------

(15) الفتوحات ج 4 / 428

تفسير ابن كثير:

يخبر تعالى عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم ، بسبب ما كانوا عليه من الطغيان والبغي .

وقال محمد بن كعب : ( بطغواها ) أي : بأجمعها .

والأول أولى ، قاله مجاهد وقتادة وغيرهما . فأعقبهم ذلك تكذيبا في قلوبهم بما جاءهم به رسولهم من الهدى واليقين .


تفسير الطبري :

قوله تعالى {كذبت ثمود بطغواها} أي بطغيانها، وهو خروجها عن الحد في العصيان؛ قاله مجاهد وقتادة وغيرهما. وعن ابن عباس {بطغواها} أي بعذابها الذي وعدت به. قال : وكان اسم العذاب الذي جاءها الطغوي؛ لأنه طغى عليهم. وقال محمد بن كعب {بطغواها} بأجمعها. وقيل : هو مصدر، وخرج على هذا المخرج، لأنه أشكل برؤوس الآي. وقيل : الأصل بطغياها، إلا أن {فعلى} إذا كانت من ذوات الياء أبدلت في الاسم واوا، ليفصل بين الاسم والوصف. وقراءة العامة بفتح الطاء. وقرأ الحسن والجحدري وحماد بن سلمة (بضم الطاء) على أنه مصدر؛ كالرجعي والحسني وشبههما في المصادر. وقيل : هما لغتان. {إذ انبعث} أي نهض. {أشقاها} لعقر الناقة. واسمه قدار بن سالف. وقد مضى في الأعراف بيان هذا، وهل كان واحدا أو جماعة. وفي البخاري عن عبدالله بن زمعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، وذكر الناقة والذي عقرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [أتدري من أشقى الأولين] قلت : الله ورسوله أعلم. قال : [قاتلك]. قوله تعالى {فقال لهم رسول الله} يعني صالحا. {ناقة الله} {ناقة} منصوب على التحذير؛ كقولك : الأسد الأسد، والصبي الصبي، والحذار الحذار. أي احذروا ناقة الله؛ أي عقرها. وقيل : ذروا ناقة الله، كما قال{هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم}. [الأعراف : 73]. {وسقياها} أي ذروها وشربها. وقد مضى في سورة [الشعراء] بيانه والحمد لله. وأيضا في سورة {اقتربت الساعة}[القمر : 1]. فإنهم لما اقترحوا الناقة، وأخرجها لهم من الصخرة، جعل لهم شرب يوم من بئرهم، ولها شرب يوم مكان ذلك، فشق ذلك عليهم. {فكذبوه} أي كذبوا صالحا عليه السلام في قوله لهم : [إنكم تعذبون إن عقرتموها]. {فعقروها} أي عقرها الأشقى. وأضيف إلى الكل، لأنهم رضوا بفعله. وقال قتادة : ذكر لنا أنه لم يعقرها حتى تابعه صغيرهم وكبيرهم، ذكرهم وأنثاهم. وقال الفراء : عقرها اثنان : والعرب تقول : هذان أفضل الناس، وهذان خير الناس، وهذه المرأة أشقى القوم؛ فلهذا لم يقل : أشقياها. قوله تعالى {فدمدم عليهم ربهم بذنبهم} أي أهلكهم وأطبق عليهم العذاب بذنبهم الذي هو الكفر والتكذيب والعقر. وروى الضحاك عن ابن عباس قال : دمدم عليهم قال : دمر عليهم ربهم بذنبهم؛ أي بجرمهم. وقال الفراء : دمدم أي أرجف. وحقيقة الدمدمة تضعيف العذاب وترديده. ويقال : دممت على الشيء أي أطبقت عليه، ودمم عليه القبر : أطبقه. وناقة مدومة : ألبسها الشحم. فإذا كررت الإطباق قلت : دمدمت. والدمدمة : إهلاك باستئصال؛ قاله المؤرج. وفي الصحاح : ودمدمت الشيء : إذا ألزقته بالأرض وطحطحته. ودمدم الله عليهم : أي أهلكهم. القشيري : وقيل دمدمت على الميت التراب : أي سويت عليه. فقوله {فدمدم عليهم} أي أهلكهم، فجعلهم تحت التراب. وقال ابن الأنباري : دمدم أي غضب. والدمدمة : الكلام الذي يزعج الرجل. وقال بعض اللغويين : الدمدمة : الإدامة؛ تقول العرب : ناقة مدمدمة أي سمينة. {فسواها} أي سوى عليهم الأرض. وعلى الأول {فسواها} أي فسوى الدمدمة والإهلاك عليهم. وذلك أن الصيحة أهلكتهم، فأتت على صغيرهم وكبيرهم. وقيل {فسواها} أي فسوى الأمة في إنزال العذاب بهم، صغيرهم وكبيرهم، وضيعهم وشريفهم، وذكرهم وأنثاهم. وقرأ ابن الزبير {فدمدم} وهما، لغتان؛ كما يقال : امتقع لونه وانتقع.

التفسير الميسّر:

كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان، إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة، فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا أن تمسوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم، تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها، فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم. فشق عليهم ذلك، فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها، فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم، فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف- جلت قدرته- تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.

تفسير السعدي

{ كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا } أي: بسبب طغيانها وترفعها عن الحق، وعتوها على رسل الله


تفسير البغوي

قوله عز وجل: "كذبت ثمود بطغواها"، بطغيانها وعدوانها، أي الطغيان حملهم على التكذيب.


الإعراب:

(كَذَّبَتْ ثَمُودُ) ماض وفاعله (بِطَغْواها) متعلقان بالفعل والجملة مستأنفة.

---

Traslation and Transliteration:

Kaththabat thamoodu bitaghwaha

بيانات السورة

اسم السورة سورة الشمس (Ash-Shams - The Sun)
ترتيبها 91
عدد آياتها 15
عدد كلماتها 54
عدد حروفها 249
معنى اسمها الشَّمْسُ: النَّجْمُ الْمُلْتَهِبُ الْمَعْرُوفُ، وَالمُرَادُ (بِالشَّمْسِ): الْقَسَمُ بِوَقْتِ طُلُوعِهَا
سبب تسميتها انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالشَّمْسِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الشَّمْسِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾
مقاصدها الدَّعْوَةُ إِلَى تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنْ خُسْرَانِهَا
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعْضِ آيَاتِها
فضلها أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (البَلدِ):لَمَّا ذُكِرَ فِي (الْبَلَدِ) خَلْقُ الْإِنْسَانِ عُمُومًا، نَاسَبَ الْقَسَمَ بِالنَّفْسِ البَشَرِيَّةِ فِي (الشَّمْسِ)
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!