«قد أفلح» حذفت منه اللام لطول الكلام «مَنْ زكَّاها» طهرها من الذنوب.
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاه (12) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياه (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (14) وَلا يَخافُ عُقْباه (15)
إذا نهيت النفس عن هواها *** كانت لها جناته مأواه
بها حباها اللّه إذ حباه ***وكان في فردوسه مثواه
أقسمت بالشمس التي أجراها *** قسما وبالبدر إذا تلاه
وليله المظلم إذ يغشاها *** وبالنهار حين ما جلاه
وحكمة اللّه التي أخفاها *** عن العيون حين ما أبداه
وبالسماوات ومن بناها *** وفوق أرض فرشه علّاه
لتبلغن اليوم منتهاها *** حتى نراها بلغت مناه
حين رأت ما قدمت يداه ***من كل خير منه قد أتاه
بأطعمة قد بلغت إناها *** ما كان أحلاها وما أشهاه
(92) سورة الليل مكيّة
------------
(15) الفتوحات ج 4 /
428
وقوله : ( قد أفلح من زكاها ) يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه ، أي : بطاعة الله - كما قال قتادة - وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل . ويروى نحوه عن مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن جبير . وكقوله : ( قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى ) [ الأعلى : 14 ، 15 ] .
قوله تعالى {قد أفلح من زكاها} هذا جواب القسم، بمعنى : لقد أفلح. قال الزجاج : اللام حذفت، لأن الكلام طال، فصار طول عوضا منها. وقيل : الجواب محذوف؛ أي والشمس وكذا وكذا لتبعثن. الزمخشري : تقديره ليدمدمن الله عليهم؛ أي على أهل مكة، لتكذيبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما دمدم على ثمود؛ لأنهم كذبوا صالحا. وأما {قد أفلح من زكاها} فكلام تابع لأوله؛ لقوله {فألهمها فجورها وتقواها} على سبيل الاستطراد، وليس من جواب القسم في شيء. وقيل : هو على التقديم والتأخير بغير حذف؛ والمعنى : قد أفلح من زكاها، وقد خاب من دساها، والشمس وضحاها. {أفلح} فاز. {من زكاها} أي من زكى الله نفسه بالطاعة. {وقد خاب من دساها} أي خسرت نفس دسها الله عز وجل بالمعصية. وقال ابن عباس : خابت نفس أضلها وأغواها. وقيل : أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وصالح الأعمال، وخاب من دس نفسه في المعاصي؛ قال قتادة وغيره. وأصل الزكاة : النمو والزيادة، ومنه زكا الزرع : إذا كثر ريعه، ومنه تزكية القاضي للشاهد؛ لأنه يرفعه بالتعديل، وذكر الجميل. وقد تقدم هذا المعنى في أول سورة [البقرة] مستوفى. فمصطنع المعروف والمبادر إلى أعمال البر، شهر نفسه ورفعها. وكانت أجواد العرب تنزل الربا وارتفاع الأرض، ليشتهر مكانها للمعتفين، وتوقد النار في الليل للطارقين. وكانت اللئام تنزل الأولاج والأطراف والأهضام، ليخفى مكانها عن الطالبين. فأولئك علوا أنفسهم وزكوها، وهؤلاء أخفوا أنفسهم ودسوها. وكذا الفاجر أبدا خفي المكان، زمر المروءة غامض الشخص، ناكس الرأس بركوب المعاصي. وقيل : دساها : أغواها. قال : وأنت الذي دسيت عمرا فأصبحت ** حلائله منه أرامل ضيعا قال أهل اللغة : والأصل : دسسها، من التدسيس، وهو إخفاء الشيء، فأبدلت سينه ياء؛ كما يقال : قصيت أظفاري؛ وأصله قصصت أظفاري. ومثله قولهم في تقضض : تقضي. وقال ابن الأعرابي {وقد خاب من دساها} أي دس نفسه في جملة الصالحين وليس منهم.
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
وقوله: { قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا } أي: طهر نفسه من الذنوب، ونقاها من العيوب، ورقاها بطاعة الله، وعلاها بالعلم النافع والعمل الصالح.
"قد أفلح من زكاها"، وهذا موضع القسم، أي فازت وسعدت نفس زكاها الله، أي أصلحها وطهرها من الذنوب ووفقها للطاعة.
(قَدْ) حرف تحقيق (أَفْلَحَ مَنْ) ماض وفاعله والجملة جواب القسم (زَكَّاها) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة.
Traslation and Transliteration:
Qad aflaha man zakkaha
He is indeed successful who causeth it to grow,
Andolsun ki kim, özünü iyice temizlemişse kurtulmuştur, muradına ermiştir.
A réussi, certes, celui qui la purifie.
bereits erfolgreich ist derjenige, der sie rein hält,
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الشمس (Ash-Shams - The Sun) |
ترتيبها |
91 |
عدد آياتها |
15 |
عدد كلماتها |
54 |
عدد حروفها |
249 |
معنى اسمها |
الشَّمْسُ: النَّجْمُ الْمُلْتَهِبُ الْمَعْرُوفُ، وَالمُرَادُ (بِالشَّمْسِ): الْقَسَمُ بِوَقْتِ طُلُوعِهَا |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالشَّمْسِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
اشتُهِرَتْ بِسُورَةِ (الشَّمْسِ)، وتُسَمَّى سُورَةَ: ﴿وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا﴾ |
مقاصدها |
الدَّعْوَةُ إِلَى تَزْكِيَةِ النَّفْسِ، وَالتَّحْذِيرُ مِنْ خُسْرَانِهَا |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ يُذكَر لَهَا سَبَبُ نُزُولٍ ولا لِبَعْضِ آيَاتِها |
فضلها |
أَوْصَى بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي إِمَامَةِ المُصَلِّينَ، فَقَدْ أَمَرَ مُعَاذَ بنَ جَبَلٍ رضي الله عنه إِذَا أَمَّ النَّاسَ أَنْ يُخَفِّفَ وَيَقْرَأَ عَلَيهِمْ بِسُوَرِ: (الشَّمْسِ، وَالأَعْلَى، وَالْعَلَقِ، وَالْلَّيلِ). (رَوَاهُ مُسْلِم) |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الشَّمْسِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (البَلدِ):لَمَّا ذُكِرَ فِي (الْبَلَدِ) خَلْقُ الْإِنْسَانِ عُمُومًا، نَاسَبَ الْقَسَمَ بِالنَّفْسِ البَشَرِيَّةِ فِي (الشَّمْسِ) |