«وأما إذا ما ابتلاه فقدره» ضيق «عليه رزقه فيقول ربي أهانن».
فَادْخُلِي فِي عِبادِي (29)
فلم تنسب ولا انتمت إلى غيره ، ممن اتخذ إلهه هواه .
------------
(29 - 30) الفتوحات ج 2 /
396 - كتاب التدبيرات
وكذلك في الجانب الآخر إذا ابتلاه وامتحنه وضيق عليه في الرزق يعتقد أن ذلك من الله إهانة له.
قوله تعالى {فأما الإنسان} يعني الكافر. قال ابن عباس : يريد عتبة بن ربيعة وأبا حذيفة بن المغيرة. وقيل : أمية بن خلف. وقيل : أبي بن خلف. {إذا ما ابتلاه ربه} أي امتحنه واختبره بالنعمة. و{ما} : زائدة صلة. {فأكرمه} بالمال. {ونعمه} بما أوسع عليه. {فيقول ربي أكرمن} فيفرح بذلك ولا يحمده. {وأما إذا ما ابتلاه} أي امتحنه بالفقر واختبره. {فقدر} أي ضيق {عليه رزقه} على مقدار البُلغة. {فيقول ربي أهانني} أي أولاني هوانا. وهذه صفة الكافر الذي لا يؤمن بالبعث : وإنما الكرامة عنده والهوان بكثرة الحظ في الدنيا وقلته. فأما المؤمن فالكرامة عنده أن يكرمه اللّه بطاعته وتوفيقه، المؤدي إلى حظ الآخرة، وإن وسع عليه في الدنيا حمده وشكره. قلت : الآيتان صفة كل كافر. وكثير من المسلمين يظن أن ما أعطاه اللّه لكرامته وفضيلته عند اللّه، وربما يقول بجهله : لو لم أستحق هذا لم يعطنه اللّه. وكذا إن قتر عليه يظن أن ذلك لهوانه على اللّه. وقراءة العامة {فقدر} مخففة الدال. وقرأ ابن عامر مشددا، وهما لغتان. والاختيار التخفيف؛ لقوله {ومن قدر عليه رزقه}[
الطلاق : 7]. قال أبو عمرو {قدر} أي قتر. و{قدر} مشددا : هو أن يعطيه ما يكفيه، ولو فعل به ذلك ما قال {ربي أهانن}. وقرأ أهل الحرمين وأبو عمرو {ربي} بفتح الياء في الموضعين. وأسكن الباقون. وأثبت البزي وابن محيصن ويعقوب الياء من {أكرمن}، و{أهانن} في الحالين؛ لأنها اسم فلا تحذف. وأثبتها المدنيون في الوصل دون الوقف، اتباعا للمصحف. وخير أبو عمرو في إثباتها في الوصل أو حذفها؛ لأنها رأس آية، وحذفها في الوقف لخط المصحف. الباقون بحذفها، لأنها وقعت في الموضعين بغير ياء، والسنة ألا يخالف خط المصحف؛ لأنه إجماع الصحابة.
وأما إذا ما اختبره، فضيَّق عليه رزقه، فيظن أن ذلك لهوانه على الله، فيقول: ربي أهانن.
وأنه إذا { قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ } أي: ضيقه، فصار يقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له.
( وأما إذا ما ابتلاه ) بالفقر ( ( فقدر عليه رزقه ) قرأ أبوجعفر وابن عامر " فقدر " بتشديد الدال ، وقرأ الآخرون بالتخفيف ، وهما لغتان ، أي ضيق عليه رزقه . وقيل : " قدر " بمعنى قتر وأعطاه قدر ما يكفيه . ( فيقول ربي أهانن ) أذلني بالفقر . وهذا يعني به الكافر ، تكون الكرامة والهوان عنده بكثرة المال والحظ في الدنيا وقلته . قال الكلبي ومقاتل : نزلت في أمية بن خلف الجمحي الكافر
(وَأَمَّا) الواو حرف عطف وأما حرف شرط وتفصيل (إِذا) ظرفية شرطية غير جازمة (مَا) زائدة (ابْتَلاهُ) ماض ومفعوله والفاعل مستتر والجملة في محل جر بالإضافة (فَقَدَرَ عَلَيْهِ) معطوف على ما قبله (رِزْقَهُ) مفعول به (فَيَقُولُ) الفاء رابطة ويقول مضارع فاعله مستتر والجملة جواب الشرط لا محل لها (رَبِّي) مبتدأ (أَهانَنِ) ماض والنون للوقاية وياء المتكلم المحذوفة مفعول به والجملة الفعلية خبر المبتدأ والجملة الاسمية مقول القول.
Traslation and Transliteration:
Waamma itha ma ibtalahu faqadara AAalayhi rizqahu fayaqoolu rabbee ahanani
But whenever He trieth him by straitening his means of life, he saith: My Lord despiseth me.
Ve fakat sınadı da rızkını daralttı mı, Rabbim der, alçalttı beni.
Mais par contre, quand Il l'éprouve en lui restreignant sa subsistance, il dit: «Mon Seigneur m'a avili».
Und hinsichtlich dessen, wenn ER ihn prüft und ihm sein Rizq wenig macht, so sagt er: "Mein HERR erniedrigte mich."
![](/images/arrowtop.jpg) |
بيانات السورة |
اسم السورة |
سورة الفجر (Al-Fajr - The Dawn) |
ترتيبها |
89 |
عدد آياتها |
30 |
عدد كلماتها |
139 |
عدد حروفها |
573 |
معنى اسمها |
الْفَجْرُ: ضَوْءُ الصُّبْحِ، وَالمُرَادُ (بِالْفَجْرِ): وَقْتُ طُلُوعِهِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ |
سبب تسميتها |
انْفِرَادُ السُّورَةِ بِالقَسَمِ (بِالْفَجْرِ)، وَدِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا |
أسماؤها الأخرى |
لا يُعرَفُ للسُّورَةِ اسمٌ آخَرُ سِوَى سُورَةِ (الْفَجْرِ) |
مقاصدها |
بَيَانُ أَحْوَالِ الْإِنْسَانِ وَصِفَاتِهِ وَمَآلِهِ |
أسباب نزولها |
سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا |
فضلها |
لمْ يَصِحَّ حَدِيثٌ أَوْ أَثَرٌ خَاصٌّ فِي فَضْلِ السُّورَةِ، سِوَى أَنَّهَا مِنْ أَوسَاطِ المُفَصَّل |
مناسبتها |
مُنَاسَبَةُ سُوْرَةِ (الفَجْرِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُوْرَةِ (الغَاشِيَةِ):لَمَّا جَاءَ فِي أَوَاخِرِ (الْغاَشِيَةِ) الْأَمْرُ بِالتَّذْكِيرِ بِقَولِهِ: ﴿فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ ٢١﴾؛ ضَرَبَ لَهُ مَثَلًا لِلتَّذْكِيرِ بِالأَقوَامِ السَّابِقِينَ فِي أَوَائِلِ (الْفَجْرِ) فَقَالَ: ﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦﴾... الآيَاتِ |