الفتوحات المكية

المكتبة الأكبرية: القرآن الكريم: سورة النبإ: [الآية 30]

سورة النبإ
فَذُوقُوا۟ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا ﴿30﴾

تفسير الجلالين:

«فذوقوا» أي فيقال لهم في الآخرة عند وقوع العذاب ذوقوا جزاءكم «فلن نزيدكم إلا عذابا» فوق عذابكم.

تفسير الشيخ محي الدين:

رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (38)

يوم الفصل والقضاء تأتي الملائكة بين يدي عرش الفصل والقضاء ، ملائكة السماوات ، ملائكة كل سماء على حدة متميزة عن غيرها ، فيكونون سبعة صفوف ، أهل كل سماء صف ، والروح قائم مقدم الجماعة ، وهو الملك الذي نزل بالشرائع على الرسل ، فيوم يقوم الروح وهو الإمام ، والملائكة صفا صفا فالإمام صف وحده

- الفرق بين الملك والروح-

كل روح مما هو تحت العقل الأول صاحب الكلمة فهو ملك ، وما فوقه فهو روح لا ملك ، فالملائكة ما بين مسخر ومدبر ، وكلهم رسل اللّه عن أمر اللّه حفظة ، وهم على مراتب ، ولهم معارج ونزول وصعود دنيا وآخرة ، فمنهم المسخرون في الدعاء والاستغفار للمؤمنين ، وآخرون في الاستغفار لمن في الأرض ، ومنهم المسخرون في مصالح


العالم المتعلقة بالدنيا ، ومنهم المسخرون في مصالح العالم المتعلقة بالآخرة ، وهذا القدر من العمل الذي هم عليه هو عبادتهم وصلاتهم ، وأما تسبيحهم فذكر اللّه في هذه الصلوات التي لهم ، كالقراءة والذكر لنا في صلاتنا ، ولا يزال الأمر كذلك إلى الوقت الذي يشاء اللّه أن تعم الرحمة جميع خلقه التي وسعت كل شيء ، فإذا عمتهم الرحمة لم يبق لبعض الملائكة الذي كان لهم الاستغفار من عبادتهم إلا التسبيح خاصة ، وبقيت الملائكة الذين لهم تعلق بأحوالنا في الجنان وحيث كان من كان من الدارين فذلك منهم لا ينقطع ، وزال عن أولئك اسم الملائكة وبقوا أرواحا لا شغل لهم إلا التسبيح والتمجيد للّه تعالى كسائر الأرواح المهيمة ، ف «لا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً» اعلم أن خير الشفاعة والكلام ما أذن فيهما الرحمن .

------------

(38) الفتوحات ج 3 / 439 ، 194 ، 209 ، 479

تفسير ابن كثير:

وقوله : ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) أي : يقال لأهل النار : ذوقوا ما أنتم فيه ، فلن نزيدكم إلا عذابا من جنسه ، ( وآخر من شكله أزواج ) .

قال قتادة : عن أبي أيوب الأزدي ، عن عبد الله بن عمرو قال : لم ينزل على أهل النار آية أشد من هذه : ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) قال : فهم في مزيد من العذاب أبدا .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن محمد بن مصعب الصوري ، حدثنا خالد بن عبد الرحمن ، حدثنا جسر بن فرقد ، عن الحسن قال : سألت أبا برزة الأسلمي عن أشد آية في كتاب الله على أهل النار . قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ : ( فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) فقال : " هلك القوم بمعاصيهم الله - عز وجل - " .

جسر بن فرقد ضعيف الحديث بالكلية.


تفسير الطبري :

قوله تعالى {إن جهنم كانت مرصادا} مفعال من الرصد والرصد : كل شيء كان أمامك. قال الحسن : إن على النار رصدا، لا يدخل أحد الجنة حتى يجتاز عليه، فمن جاء بجواز جاز، ومن لم يجيء بجواز حبس. وعن سفيان رضي الله عنه قال : عليها ثلاث قناطر. وقيل {مرصادا} ذات أرصاد على النسب؛ أي ترصد من يمر بها. وقال مقاتل : محبسا. وقيل : طريقا وممرا، فلا سبيل إلى الجنة حتى يقطع جهنم. وفي الصحاح : والمرصاد : الطريق. وذكر القشيري : أن المرصاد المكان الذي يرصد فيه الواحد العدو، نحو المضمار : الموضع الذي تضمر فيه الخيل. أي هي معدة لهم؛ فالمرصاد بمعنى المحل؛ فالملائكة يرصدون الكفار حتى ينزلوا بجهنم. وذكر الماوردي عن أبي سنان أنها بمعنى راصدة، تجازيهم بأفعالهم. وفي الصحاح : الراصد الشيء : الراقب له؛ تقول : رصده يرصده رصدا ورصدا، والترصد : الترقب. والمرصد : موضع الرصد. الأصمعي : رصدته أرصده : ترقبته، وأرصدته : أعددت له. والكسائي : مثله. قلت : فجهنم معدة مترصدة، متفعل من الرصد وهو الترقب؛ أي هي متطلعة لمن يأتي. والمرصاد مفعال من أبنية المبالغة كالمعطار والمغيار، فكأنه يكثر من جهنم انتظار الكفار. {للطاغين مآبا} بدل من قوله {مرصادا} والمآب : المرجع، أي مرجعا يرجعون إليها؛ يقال : آب يؤوب أوبة : إذا رجع. وقال قتادة : مأوى ومنزلا. والمراد بالطاغين من طغى في دينه بالكفر، أو في دنياه بالظلم. قوله تعالى {لابثين فيها أحقابا} أي ماكثين في النار ما دامت الأحقاب، وهي لا تنقطع، فكلما مضى حقب جاء حقب. والحقب بضمتين : الدهر والأحقاب الدهور. والحقبة بالكسر : السنة؛ والجمع حقب؛ قال متمم بن نويرة التميمي : وكنا كندماني جذيمة حقبة ** من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا ** لطول اجتماع لم نبت ليلة معا والحقب بالضم والسكون : ثمانون سنة. وقيل : أكثر من ذلك وأقل، على ما يأتي، والجمع : أحقاب. والمعنى في الآية؛ [لابثين] فيها أحقاب الآخرة التي لا نهاية لها؛ فحذف الآخرة لدلالة الكلام عليه؛ إذ في الكلام ذكر الآخرة وهو كما يقال أيام الآخرة؛ أي أيام بعد أيام إلى غير نهاية، وإنما كان يدل على التوقيت لو قال خمسة أحقاب أو عشرة أحقاب. ونحوه وذكر الأحقاب لأن الحقب كان أبعد شيء عندهم، فتكلم بما تذهب إليه أوهامهم ويعرفونها، وهي كناية عن التأبيد، أي يمكثون فيها أبدا. وقيل : ذكر الأحقاب دون الأيام؛ لأن الأحقاب أهول في القلوب، وأدل على الخلود. والمعنى متقارب؛ وهذا الخلود في حق المشركين. ويمكن حمل الآية على العصاة الذين يخرجون من النار بعد أحقاب. وقيل : الأحقاب وقت لشربهم الحميم والغساق، فإذا انقضت فيكون لهم نوع آخر من العقاب؛ ولهذا قال {لابثين فيها أحقابا. لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا. إلا حميما وغساقا}. و{لابثين} اسم فاعل من لبث، ويقويه أن المصدر منه اللبث بالإسكان، كالشرب. وقرأ حمزة والكسائي {لبثين} بغير ألف وهو اختيار أبي حاتم وأبي عبيد، وهما لغتان؛ يقال : رجل لابث ولبث، مثل طمع وطامع، وفره وفاره. ويقال : هو لبث بمكان كذا : أي قد صار اللبث شأنه، فشبه بما هو خلقة في الإنسان نحو حذر وفرق؛ لأن باب فعل إنما هو لما يكون خلقة في الشيء في الأغلب، وليس كذلك اسم الفاعل من لابث. والحقب : ثمانون سنة في قول ابن عمر وابن محيصن وأبي هريرة، والسنة ثلثمائة يوم وستون يوما، واليوم ألف سنة من أيام الدنيا، قاله ابن عباس. وروي ابن عمر هذا مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال أبو هريرة : والسنة ثلثمائة يوم وستون يوما كل يوم مثل أيام الدنيا. وعن ابن عمر أيضا : الحقب : أربعون سنة. السدي : سبعون سنة. وقيل : إنه ألف شهر. رواه أبو أمامة مرفوعا. بشير بن كعب : ثلاثمائة سنة. الحسن : الأحقاب لا يدري أحدكم هي، ولكن ذكروا أنها مائة حقب، والحقب الواحد منها سبعون ألف سنة، اليوم منها كألف سنة مما تعدون. وعن أبي أمامة أيضا، عن النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الحُقُب الواحد ثلاثون ألف سنة) ذكره المهدوي. والأول الماوردي. وقال قطرب : هو الدهر الطويل غير المحدود. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : (والله لا يخرج من النار من دخلها حتى يكون فيها أحقابا، الحقب بضع وثمانون سنة، والسنة ثلثمائة وستون يوما، كل يوم ألف سنة مما تعدون؛ فلا يتكلن أحدكم على أن يخرج من النار). ذكره الثعلبي. القُرظي : الأحقاب : ثلاثة وأربعون، حقبا كل حقب سبعون خريفا، كل خريف سبعمائة سنة، كل سنة ثلثمائة وستون يوما، كل يوم ألف سنة. قلت : هذه أقوال متعارضة، والتحديد في الآية للخلود، يحتاج إلى توقيف يقطع العذر، وليس ذلك بثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم. وإنما المعنى - والله أعلم - ما ذكرناه أولا؛ أي لابثين فيها أزمانا ودهورا، كلما مضى زمن يعقبه زمن، ودهر يعقبه دهر، هكذا أبد الآبدين من غير انقطاع. وقال ابن كيسان : معنى {لابثين فيها أحقابا} لا غاية لها انتهاء، فكأنه قال أبدا. وقال ابن زيد ومقاتل : إنها منسوخة بقوله تعالى{فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} يعني أن العدد قد انقطع، والخلود قد حصل. قلت : وهذا بعيد؛ لأنه خبر، وقد قال تعالى {ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط}[الأعراف : 40] على ما تقدم. هذا في حق الكفار، فأما العصاة الموحدون فصحيح ويكون النسخ بمعنى التخصيص. والله أعلم. وقيل : المعنى {لابثين فيها أحقابا} أي في الأرض؛ إذ قد تقدم ذكرها ويكون الضمير في {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} لجهنم. وقيل : واحد الأحقاب حقب وحقبة؛ قال : فإن تنأ عنها حقبة لا تلاقها ** فأنت بما أحدثته بالمجرب وقال الكميت : مر لها بعد حقبة حقب قوله تعالى {لا يذوقون فيها} أي في الأحقاب {بردا ولا شرابا} البرد : النوم في قول أبي عبيدة وغيره؛ قال الشاعر : ولو شئت حرمت النساء سواكم ** وإن شئت لم أطعم نُقاخا ولا بردا وقاله مجاهد والسدي والكسائي والفضل بن خالد وأبو معاذ النحوي؛ وأنشدوا قول الكندي : بردت مراشفها علي فصدني ** عنها وعن تقبيلها البرد يعني النوم. والعرب تقول : منع البرد البرد، يعني : أذهب البرد النوم. قلت : وقد جاء الحديث أنه عليه الصلاة والسلام سئل هل في الجنة نوم. فقال : (لا؛ النوم أخو الموت، والجنة لا موت فيها) فكذلك النار؛ وقد قال تعالى {لا يقضى عليهم فيموتوا}[فاطر : 36] وقال ابن عباس : البرد : برد الشراب. وعنه أيضا : البرد النوم : والشراب الماء. وقال الزجاج : أي لا يذوقون فيها برد ريح، ولا ظل، ولا نوم. فجعل البرد برد كل شيء له راحة، وهذا برد ينفعهم، فأما الزمهرير فهو برد يتأذون به، فلا ينفعهم، فلهم منه من العذاب ما الله أعلم به. وقال الحسن وعطاء وابن زيد : بردا : أي روحا وراحة؛ قال الشاعر : فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ** ولا الفيء أوقات العشي تذوق قوله تعالى {لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا} جملة في موضع الحال من الطاغين، أو نعت للأحقاب؛ فالأحقاب ظرف زمان، والعامل فيه {لابثين} أو {لبثين} على تعدية فعل. {إلا حميما وغساقا} استثناء منقطع في قول من جعل البرد النوم، ومن جعله من البرودة كان بدلا منه. والحميم : الماء الحار؛ قاله أبو عبيدة. وقال ابن زيد : الحميم : دموع أعينهم، تجمع في حياض ثم يسقونه. قال النحاس : أصل الحميم : الماء الحار، ومنه اشتق الحمام، ومنه الحمى، ومنه {وظل من يحموم} : إنما يراد به النهاية في الحر. والغساق : صديد أهل النار وقيحهم. وقيل الزمهرير. وقرأ حمزة والكسائي بتشديد السين، وقد مضى في [ص] القول فيه. {جزاء وفاقا} أي موافقا لأعمالهم. عن ابن عباس ومجاهد وغيرهما؛ فالوفاق بمعنى الموافقة كالقتال بمعنى المقاتلة. و{جزاء} نصب على المصدر، أي جازيناهم جزاء وافق أعمالهم؛ قال الفراء والأخفش. وقال الفراء أيضا : هو جمع الوفق، والوفق واللفق واحد. وقال مقاتل. وافق العذاب الذنب، فلا ذنب أعظم من الشرك، ولا عذاب أعظم من النار. وقال الحسن وعكرمة : كانت أعمالهم سيئة، فأتاهم الله بما يسوءهم. {إنهم كانوا لا يرجون} أي لا يخافون {حسابا} أي محاسبة على أعمالهم. وقيل : معناه لا يرجون ثواب حساب. الزجاج : أي إنهم كانوا لا يؤمنون بالبعث فيرجون حسابهم. {وكذبوا بآياتنا كذابا} أي بما جاءت به الأنبياء. وقيل : بما أنزلنا من الكتب. وقراءة العامة {كذابا} بتشديد الذال، وكسر الكاف، على كذب، أي كذبوا تكذيبا كبيرا. قال الفراء : هي لغة يمانية فصيحة؛ يقولون : كذبت [به] كذابا، وخرقت القميص خراقا؛ وكل فعل في وزن فعل فمصدره فعال مشدد في لغتهم؛ وأنشد بعض الكلابيين : لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي ** وعن حوج قضاؤها من شفائنا وقرأ علي رضي الله عنه {كذابا} بالتخفيف وهو مصدر أيضا. وقال أبو علي : التخفيف والتشديد جميعا : مصدر المكاذبة، كقول الأعشى : فصدقتها وكذبتها ** والمرء ينفعه كذابه أبو الفتح : جاءا جميعا مصدر كذب وكذب جميعا. الزمخشري {كذابا} بالتخفيف مصدر كذب؛ بدليل قوله : فصدقتها وكذبتها ** والمرء ينفعه كذابه وهو مثل قوله {أنبتكم من الأرض نباتا}[نوح : 17] يعني وكذبوا بآياتنا أفكذبوا كذابا. أو تنصبه بـ {كذبوا}. لأنه يتضمن معنى كذبوا؛ لأن كل مكذب بالحق كاذب؛ لأنهم إذا كانوا عند المسلمين كاذبين، وكان المسلمون عندهم كاذبين، فبينهم مكاذبة. وقرأ ابن عمر {كذابا} بضم الكاف والتشديد، جمع كاذب؛ قاله أبو حاتم. ونصبه على الحال الزمخشري. وقد يكون الكذاب : بمعنى الواحد البليغ في الكذب، يقال : رجل كذاب، كقولك حسان وبخال، فيجعله صفة لمصدر {كذبوا} أي تكذيبا كذابا مفرطا كذبه. وفي الصحاح : وقوله تعالى {وكذبوا بآياتنا كذابا} وهو أحد مصادر المشدد؛ لأن مصدره قد يجيء على تفعيل مثل التكليم وعلى فعال كذاب وعلى تفعلة مثل توصية، وعلى مفعل؛ {ومزقناهم كل ممزق}. {وكل شيء أحصيناه كتابا} {كل} نصب بإضمار فعل يدل عليه {أحصيناه} أي وأحصينا كل شيء أحصيناه. وقرأ أبو السمال {وكل شيء} بالرفع على الابتداء. {كتابا} نصب على المصدر؛ لأن معنى أحصينا : كتبنا، أي كتبناه كتابا. ثم قيل : أراد به العلم، فإن ما كتب كان أبعد من النسيان. وقيل : أي كتبناه في اللوح المحفوظ لتعرفه الملائكة. وقيل : أراد ما كتب على العباد من أعمالهم. فهذه كتابة صدرت عن الملائكة الموكلين بالعباد بأمر الله تعالى إياهم بالكتابة؛ دليله قوله تعالى {وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين} [الانفطار : 10]. {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} قال أبو برزة : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن أشد آية في القرآن؟ فقال : قوله تعالى {فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا} أي {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}[النساء : 56] و{كلما خبت زدناهم سعيرا}[الإسراء : 97].

التفسير الميسّر:

إنهم كانوا لا يخافون يوم الحساب فلم يعملوا له، وكذَّبوا بما جاءتهم به الرسل تكذيبا، وكلَّ شيء علمناه وكتبناه في اللوح المحفوظ، فذوقوا -أيها الكافرون- جزاء أعمالكم، فلن نزيدكم إلا عذابًا فوق عذابكم.

تفسير السعدي

{ فَذُوقُوا } أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم { فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا } وكل وقت وحين يزداد عذابهم [وهذه الآية أشد الآيات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها].


تفسير البغوي

"فذوقوا"، أي يقال لهم: فذوقوا، "فلن نزيدكم إلا عذاباً".


الإعراب:

(فَذُوقُوا) الفاء حرف عطف وأمر وفاعله والجملة معطوفة على ما قبلها (فَلَنْ) الفاء حرف تعليل و(نَزِيدَكُمْ) مضارع منصوب بلن فاعله مستتر والكاف مفعول به أول و(إِلَّا) حرف حصر و(عَذاباً) مفعول به ثان والجملة الفعلية تعليل لا محل لها.

---

Traslation and Transliteration:

Fathooqoo falan nazeedakum illa AAathaban

بيانات السورة

اسم السورة سورة النبإ (An-Nabaa - The Tidings)
ترتيبها 78
عدد آياتها 40
عدد كلماتها 174
عدد حروفها 766
معنى اسمها النَّبَأُ: الْخَبَرُ، وَالْجَمْعُ: أَنْبَاءُ. وَالمُرَادُ (بِالنَّبَإِ): سُؤَالُ الْكُفَّارِ عَنْ خَبَرِ إِحْيَاءِ الْأَجْسَادِ بَعْدَ مَوتِهَا
سبب تسميتها دِلَالَةُ هَذَا الاسْمِ عَلَى الْمَقْصِدِ الْعَامِّ لِلسُّورَةِ وَمَوضُوعَاتِهَا
أسماؤها الأخرى اشْتُهِرَتْ بِسُورَةِ (النَّبَإِ)، وِتُسَمَّى سُورَةَ (عَمَّ)، وَسُورَةَ (الْمُعْصِرَاتِ)، وَسُورَةَ (التَّسَاؤُلِ)
مقاصدها إِثْبَاتُ عَقِيدَةِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالْحِسَابِ وَالْجَزَاءِ
أسباب نزولها سُورَةٌ مَكِّيَّةٌ، لَمْ تَصِحَّ رِوَايَةٌ فِي سَبَبِ نُزُولِهَا أَو فِي نُزُولِ بَعْضِ آيَاتِهَا
فضلها فِيهَا مَوْعِظَةٌ شَدِيْدَةٌ عَنِ العَذَابِ وَأَهْوَالِ يَوِمِ القِيَامَةِ، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ شِبْتَ، قَالَ: «شَيَّبَتْنِي (هُودٌ) و(الْوَاقِعَةُ) و(الْمُرْسَلَاتُ) و(عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ) و(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ)». (حَدِيْثٌ صَحِيْحٌ، رَوَاهُ التِّرمِذِيّ). مِنَ النَّظَائِرِ الَّتِي كَانَ يَقرَأُ بِهَا النَّبِيُّ ﷺ فِي الصَّلَوَاتِ، فَفِي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه الطَّويْلِ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقْرَأُ النَّظَائِرَ، السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَةٍ، .... (وعَمَّ يَتَسَاءَلُونَ والْمُرْسَلَاتِ) فِي رَكْعَةٍ». (حَدِيثٌ صَحيحٌ، رَوَاهُ أَبُو دَاوُد)
مناسبتها مُنَاسَبَةُ أَوَّلِ سُورَةِ (النَّبإِ) بِآخِرِهَا: الحَدِيثُ عَنْ حَقِيقَةِ الْبَعْثِ، فَافْتُتِحَتْ بِسُؤَالِ الْكَافِرِينَ عَنِ الْبَعْثِ، فَقَالَ: ﴿عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ١ عَنِ ٱلنَّبَإِ ٱلۡعَظِيمِ ٢﴾، وَخُتِمَتْ بِنَدَمِهِمْ بَعْدَ إِقْرَارِهِمْ بِالْبَعْثِ، فَقَالَ: ﴿...وَيَقُولُ ٱلۡكَافِرُ يَٰلَيۡتَنِي كُنتُ تُرَٰبَۢا ٤٠﴾. مُنَاسَبَةُ سُورَةِ (النَّبإِ) لِمَا قَبْلَهَا مِنْ سُورَةِ (الْمُرْسَلاتِ): لَمَّا تَحَدَّثَتِ (الْمُرْسَلَاتُ) عَنْ يَومِ الْقِيَامَةِ، نَاسَبَ مَجِيءَ (النَّبَإِ) لِلسُّؤَالِ عَنْ هَذَا الْيَومِ
اختر الًجزء:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
اختر السورة:
1 - ﴿الفاتحة﴾
2 - ﴿البقرة﴾
3 - ﴿آل عمران﴾
4 - ﴿النساء﴾
5 - ﴿المائدة﴾
6 - ﴿الأنعام﴾
7 - ﴿الأعراف﴾
8 - ﴿الأنفال﴾
9 - ﴿التوبة﴾
10 - ﴿يونس﴾
11 - ﴿هود﴾
12 - ﴿يوسف﴾
13 - ﴿الرعد﴾
14 - ﴿إبراهيم﴾
15 - ﴿الحجر﴾
16 - ﴿النحل﴾
17 - ﴿الإسراء﴾
18 - ﴿الكهف﴾
19 - ﴿مريم﴾
20 - ﴿طه﴾
21 - ﴿الأنبياء﴾
22 - ﴿الحج﴾
23 - ﴿المؤمنون﴾
24 - ﴿النور﴾
25 - ﴿الفرقان﴾
26 - ﴿الشعراء﴾
27 - ﴿النمل﴾
28 - ﴿القصص﴾
29 - ﴿العنكبوت﴾
30 - ﴿الروم﴾
31 - ﴿لقمان﴾
32 - ﴿السجدة﴾
33 - ﴿الأحزاب﴾
34 - ﴿سبأ﴾
35 - ﴿فاطر﴾
36 - ﴿يس﴾
37 - ﴿الصافات﴾
38 - ﴿ص﴾
39 - ﴿الزمر﴾
40 - ﴿غافر﴾
41 - ﴿فصلت﴾
42 - ﴿الشورى﴾
43 - ﴿الزخرف﴾
44 - ﴿الدخان﴾
45 - ﴿الجاثية﴾
46 - ﴿الأحقاف﴾
47 - ﴿محمد﴾
48 - ﴿الفتح﴾
49 - ﴿الحجرات﴾
50 - ﴿ق﴾
51 - ﴿الذاريات﴾
52 - ﴿الطور﴾
53 - ﴿النجم﴾
54 - ﴿القمر﴾
55 - ﴿الرحمن﴾
56 - ﴿الواقعة﴾
57 - ﴿الحديد﴾
58 - ﴿المجادلة﴾
59 - ﴿الحشر﴾
60 - ﴿الممتحنة﴾
61 - ﴿الصف﴾
62 - ﴿الجمعة﴾
63 - ﴿المنافقون﴾
64 - ﴿التغابن﴾
65 - ﴿الطلاق﴾
66 - ﴿التحريم﴾
67 - ﴿الملك﴾
68 - ﴿القلم﴾
69 - ﴿الحاقة﴾
70 - ﴿المعارج﴾
71 - ﴿نوح﴾
72 - ﴿الجن﴾
73 - ﴿المزمل﴾
74 - ﴿المدثر﴾
75 - ﴿القيامة﴾
76 - ﴿الإنسان﴾
77 - ﴿المرسلات﴾
78 - ﴿النبأ﴾
79 - ﴿النازعات﴾
80 - ﴿عبس﴾
81 - ﴿التكوير﴾
82 - ﴿الانفطار﴾
83 - ﴿المطففين﴾
84 - ﴿الانشقاق﴾
85 - ﴿البروج﴾
86 - ﴿الطارق﴾
87 - ﴿الأعلى﴾
88 - ﴿الغاشية﴾
89 - ﴿الفجر﴾
90 - ﴿البلد﴾
91 - ﴿الشمس﴾
92 - ﴿الليل﴾
93 - ﴿الضحى﴾
94 - ﴿الشرح﴾
95 - ﴿التين﴾
96 - ﴿العلق﴾
97 - ﴿القدر﴾
98 - ﴿البينة﴾
99 - ﴿الزلزلة﴾
100 - ﴿العاديات﴾
101 - ﴿القارعة﴾
102 - ﴿التكاثر﴾
103 - ﴿العصر﴾
104 - ﴿الهمزة﴾
105 - ﴿الفيل﴾
106 - ﴿قريش﴾
107 - ﴿الماعون﴾
108 - ﴿الكوثر﴾
109 - ﴿الكافرون﴾
110 - ﴿النصر﴾
111 - ﴿المسد﴾
112 - ﴿الإخلاص﴾
113 - ﴿الفلق﴾
114 - ﴿الناس﴾
اختر الًصفحة:
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!